«التسلية» تُعلم الصغار لغة الضاد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الإنتاج الفني للطفل لا يعد أمراً سهلاً، لما في ذلك من تحديات جمة، لعل أهمها قدرة المنتج التلفزيوني أو الغنائي على لفت انتباه الطفل، لتصبح مصدراً للتعلم، لتتعاظم حاجة العائلات العربية إلى مثل هذه المواد، في ظل تركيز الفضائيات على البرامج المستوردة وأخرى ناطقة بالإنجليزية، الأمر الذي خلخل قوة اللغة العربية لدى أطفالنا، لتبدو ركيكة، بسبب محدودية ثروتهم اللغوية، ليكون ذلك سبباً كافياً لتحفيز لمياء طباع وزميلتها راما كيالي، مؤسستي شركة المفكرون الصغار، لرفد السوق العربي بمواد فلمية قادرة على تعليم الأطفال ما دون السابعة أساسيات اللغة العربية، وتقوية حضورها لديهم عبر إنتاج مجموعة من الأفلام والتطبيقات الذكية التي تساعد الطفل على تعلم لغته الأم بطريقة مسلية وممتعة، نابعة من حبهم للغة العربية، معتمدتين في ذلك على ثلاثية الدمى والرسوم المتحركة والأغاني.

9 أفلام متنوعة، قدمتها لمياء وراما، اللتان تمتلكان خبرة في الإنتاج والإخراج التلفزيوني، حتى الآن لتغطية أساسيات مرحلة ما قبل المدرسة، معتمدات في ذلك على الأشكال والألوان والحروف الأبجدية، فيما بدا آخر فيلمين لهما ذا طابع استكشافي، آخرها كان بعنوان «في حديقة الحيوانات مع فارس ونور»، والذي تم تصويره بالكامل في حديقة الحيوانات بمدينة العين، بالإضافة إلى إطلاقهما لجملة من التطبيقات الذكية التي تغطي أساسيات اللغة العربية والرياضيات، بحسب ما قالته لمياء في حوارها مع «البيان»، والذي أكدت فيه على اعتكافها وزميلتها حالياً على تطوير موقع إلكتروني متخصص، وإتاحته أمام المدارس، يعمل على تقوية علاقة الطفل مع الكتاب، وتنمية القراءة لديه، وقالت: «أعتقد أن هذا الموقع سيشكل داعماً لمعلمي اللغة العربية، لا سيما أن محتواه يختلف بحسب المرحلة الدراسية».

برامج مدبلجة

لمياء أشارت إلى أن اهتمامها بهذا الجانب جاء نتيجة لتركيز العائلات على اللغة الإنجليزية، وعدم توفر المواد الفيلمية التي تساعد في تعليم اللغة العربية بطريقة مسلية، واعتماد الفضائيات على برامج مدبلجة، وقالت: «هذا التركيز أثر سلباً في لغتنا العربية للأسف، وقد ازداد هذا التأثير مع وجود أعداد كبيرة من التطبيقات العربية التي تفتقر إلى الجودة، مقارنة مع الإنجليزية».

في مجموعتها من الأفلام، حرصت لمياء وزميلتها على تقديم المحتوى بطريقة مغايرة، عبر الاعتماد على ثلاثية الدمى والرسوم المتحركة والأغاني، والتي لم تغب نهائياً عن محتوى الأفلام التي تقدمها المفكرون الصغار، لمساهمتها في تقريب الطفل من اللغة العربية، وفي ذلك قالت لمياء: «استخدامنا للدمى والرسوم المتحركة وغيرها، يساعدنا في تشجيع الطفل على التفاعل مع محيطه، ولذلك نعمل دائماً على اختيار أشكال قريبة من بيئة الطفل، في حين نحرص أن تكون الأغاني نابعة من تراثنا العربي، سواء في كلماتها أو ألحانها، وهذا يساعدنا في تقديم منتج عربي خالص لأطفالنا، يسهم في تعزيز حضور اللغة العربية لديهم».

تحديات

إيجاد القصة المناسبة القادرة على شد انتباه الطفل، يشكل واحداً من أهم التحديات التي تواجه لمياء وراما، واللتين تسعيان قبل تنفيذهما لأي فكرة، إلى عرضها على مجموعة من المعلمات والمستشارين المتخصصين في الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى الأهالي، لمعرفة آرائهم في الفكرة، ليظل رأي الطفل، بحسب لمياء، هو الفيصل الأساسي في ذلك، حيث قالت: «نحرص قبل إنتاج أي مادة فيلمية، على معرفة رأي الطفل بها، وقياس ردة فعله حيالها ومدى تفاعله معها».

Email