استحوذت زيادة حموضة المحيطات أو "تحمض المحيطات"، الناجمة عن زيادة امتصاص المحيطات لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، على اهتمام علماء بحار عالميين، من بينهم باحثون أميركيون من جامعة ميامي بكلية البحرية وعلوم الغلاف الجوي، وقد سخروا أنفسهم لدراسة أولى تأثيرات تحميض المحيطات على يرقات سمكة الكوبيا، وهي سمكة استوائية كبيرة تضع بيضها على سطح المياه البحرية وتمتاز بكثرة التنقل عند البلوغ، وهي من نوع أسماك مشهورة يتم اصطياده أثناء الترفيه والاستجمام.

وتمت تربية أسماك "كوبيا"، وفقا لما ذكره تقرير أخير لصحيفة "ساينس ديلي"، في أحواض متخمة بمستويات مختلفة من ثاني أكسيد الكربون، ترقبا لتأثيرات ملموسة على نمو الأسماك وتطورها، وعلى تشكيل حصاة الأذن التي تكشف مكان عيشها. كما تابع الباحثون قدرة هذه الأسماك على السباحة ومستوى النشاط خلال مرحلة اليرقات.

ونتيجة لذلك، أبدت أسماك "كوبيا" مقاومة لافتة للنظر لسيناريوهات تحميض المحيطات، فيما يتعلق بنموها وتطورها ونشاطها. ولوحظ أن أعلى نسبة للتحميض تسببت في تقليل حجم اليرقات، وتأخير تطورها بما يتراوح ما بين اليوم واليومين.

وينوه أحد الباحثين بأن مرحلة اليرقات حاسمة بالنسبة إلى دورة حياة الأسماك البحرية، وكما أظهرت النتائج، تعطي قدرة يرقات السمكة على الصمود في وجه الظروف الدخيلة لتركيز الانبعاثات المؤثرة نظرةً متفائلة لهذه الكائنات. مع ذلك، فإن جهود الباحثين في هذا الشأن محدودة، وإذا ما تم التوصل إلى وجود تأثير على تشكيل حصاة الأذن لنوع السمك الآنف ذكره، فإن مقاومته لتحميض المحيطات ليست كاملة.

 

تفصيل

تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها للإمعان في أنواع الأسماك التي تعيش في أعالي البحار الاستوائية، وهي خطوة جادة لبدء دراسات إضافية، تحديدا، في قيمة هذه الأسماك المهمة اقتصاديا وايكولوجيا على التغييرات البيئية، وذلك لإيجاد سبل يمكنها تخفيف التأثيرات السلبية الناجمة عنها.