بين تقديم البرامج والأعمال الكوميدية التلفزيونية والمسرحية يتقلب الكوميديان اللبناني طوني أبوجودة الذي تمكن من خلال الكوميديا من أن يسطع بنجمه، وأن يثير في نفس كل من يتابعه غريزة الضحك، ورغم ذلك فقد بدا طوال مسيرته التي تزيد على 20 عاماً كحصان رابح، لما لديه من خفة ظل ومواهب تراوحت بين التمثيل والتقليد والغناء والتقديم التلفزيوني. أبوجودة في حواره مع «البيان»، يرى أن الكوميديا العربية تشهد شحاً في مواهبها، وأكد عدم نيته التوجه إلى الغناء الذي استعاض عنه بعروض مسرح «الكوميدي نايت»، فيما رأى أن سقف التقليد يبقى محدوداً.

«هل لدينا بديل بعد رحيل مجموعة الممثلين الكبار الذين أبدعوا في تقديم الكوميديا العربية أمثال عادل إمام وغيره؟» سؤال طرحه أبوجودة في سياق تقييمه لمستوى الكوميديا العربية، وقال: «للأسف الكوميديا العربية خاصة على المسرح أصبحت تعاني من الشح، وآخذة بالتناقص تدريجياً مع التوجه نحو السينما والتلفزيون». وتابع: «لا يمكن إغفال بعض المواهب الكوميدية العربية الحالية، والتي تعمل على تقديم أعمال جيدة المستوى نوعاً ما، ولكن أشعر بأنها تعتمد في أحيان كثيرة على مدرسة المغالاة الكوميدية».

يا ليل يا عين

برامج غنائية كثيرة أشرف أبوجودة على تقديمها من خلال الفضائيات اللبنانية، أبرزها «يا ليل يا عين»، إلا أنه بدا في برنامج «ديو المشاهير» الذي عرضته قناة «أل بي سي» فبراير الماضي، مختلفاً، حيث تحول من منصة التحكيم والتقديم إلى منصة المبارزة، حيث تمكن في النهاية من خطف اللقب. يقول أبوجودة: «المشاركة في هذا البرنامج كانت معنوية أكثر منها مادية، ومشاركتي كانت لسبب إنساني بحت وهو مساعدة جمعية خيرية في لبنان، وحاولت خلال هذا البرنامج أن أعبر عن موهبتي في الغناء التي ورثتها عن والدتي واستعملها أحياناً في التمثيل الكوميدي، واعتبر مشاركتي في البرنامج ترجمة لحلمي وحبي للموسيقى».

لا يبدو أن التوجه نحو الغناء وارد في حسابات أبوجودة الذي قال: «من لا يستطيع الغناء بأصوات نجوم الغناء العربي الكبار، فالأفضل له عدم الغناء».

التمثيل الكوميدي

«ليس سهلاً أن يكون الإنسان مغنياً، فمشروع إصدار ألبوم ليس أمراً هيناً ويحتاج إلى شركات إنتاج وتوزيع، وبالتالي الدخول في متاهات كثيرة».

على قائمة مواهب أبوجودة، أخذ التقليد مكاناً له فيها، حيث قلد أبوجودة مجموعة من السياسيين والفنانين بطريقة جنبته سلبية الرد، وعن ذلك قال: «لم أقلد أي شخصية من دون أن يكون لديها ما يجبرني على ذلك، وطوال الوقت أحاول الابتعاد عن التقليد الجارح، حتى لا يفهم الأمر وكأنه شخصي أو إهانة لأحد، وإنما هو محاولة لنقل وجهة نظر الجمهور والمجتمع عموماً». وواصل: «في التقليد، كلما زادت التجارب تكبر الثقة بالنفس، ولكن مع الوقت تخف الرغبة في التقليد، ويبدأ الفنان بالتفتيش عن أشياء أخرى في الكوميديا، وبتقديري أن الكوميديان يجب أن يتوسع في المجال بالبحث عن مشاريع جديدة، لأن التقليد محدود الأفق، بينما التمثيل الكوميدي أشبه بالبحر الواسع».

أخيراً، نشط طوني على خشبة مسرح «كوميدي نايت»، حيث يعمل إلى جانب زملائه في تقديم أمسيات ومسرحيات كوميدية، وعن سبب عودته إلى المسرح بعد مغادرته له قبل عامين، قال: «لا أنكر بأن أفق مسرح «الكوميدي نايت» متسع، كما أنه منحني الفرصة لتقديم نفسي بصورة مختلفة أمام الجمهور، من غناء واستعراض وتمثيل، وابتعادي عنه لفترة كان بسبب تركيزي على تقديم بعض البرامج التلفزيونية».

 

موسم ثان

يعمل أبوجودة حالياً على تقديم الموسم الثاني من برنامج مسرح «الكوميدي نايت»، والذي ينتهي بعد عام تقريباً، وبعدها سيبدأ مع زملائه بتغيير كافة الاسكتشات والمونولوجات التي يقدمونها حالياً، فضلاً عن ذلك بدأ أبوجودة بالتحضير لمجموعة أمسيات غنائية استعراضية تختلف في أجوائها عن السهرات الكوميدية، تمهيداً لتقديمها على مسرح «الكوميدي نايت».