من هم مصورو الحرب؟ وما الذي يميزهم عن بقية المصورين؟ وما الذي يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم لأجل التقاط صورة تنشرها صحيفة أو مطبوعة في إحدى بلدان العالم؟ هل هو حب المغامرة، أم الشهرة؟ تساؤلات حاول اتحاد المصورين العرب الإجابة عليها من خلال استضافة مصور الحرب كريم صاحب المقيم في الإمارات.
وعرض فيلم وثائقي بعنوان (الحرب في العراق بعيون مصورين)، يستعرض تجربة سبعة مصوري حرب معاصرين من جنسيات مختلفة صوروا العديد من الحروب ابتداء من أفغانستان وكوسوفو إلى حرب الخليج والعراق مؤخراً، وذلك في مقره بالشارقة في نهاية الأسبوع الماضي، وبحضور عدد كبير من المختصين والمعنيين بالتصوير.
معرض فوتوغرافي
تحدث المصورون السبعة في الفيلم، الذي استمر لمدة 50 دقيقة، عن دوافع ذهابهم لتغطية تلك الحروب خاصة بعد حادثة 11 سبتمبر، التي دفعتهم إلى دائرة البحث ومحاولة الفهم ما يجري في العالم. انطلق الفيلم من المعرض الفوتوغرافي للمصورين السبعة الذي شكلوا مجموعة خاصة بهم، وعرضوا أعمالهم عن الحروب الأخيرة في غاليري بمانهاتن عام 2004.
كما تحدث في البداية المصور الأميركي جيمس ناشتويً (64 عاماً) الحائز على أكبر عدد من جوائز من "روبرت كابا" العالمية لمصوري الحرب، عن تكليفه بتصوير دخول الجيش الأميركي للعراق، وكذلك بقية المصورين من كندا وفلوريدا.
وفي مواقع خط النار بدأت بعض الأجوبة تتبلور في ذهنهم، من خلال الوصول إلى فكر الآخر، ومعرفة أسباب المشاعر العدائية التي يكنونها. وتحدث كل منهم في نهاية الفيلم عن بعض الأجوبة التي حصلوا عليها، منها أن مشاعر الاستعلاء والفوقية التي تتعامل بعض البلدان من خلالها مع بلدان أخرى، سبب جوهري للعديد من الصراعات العالمية.
بعد نهاية العرض، عقّب المصور العراقي كريم صاحب الذي يعمل في وكالة (فرانس بريس)، والذي صور حرب العراق منذ عام 2003 وحتى 2006 لصالح جهة عمله، على الفيلم وتجربة المصورين السبعة، ومن ثم تجربته.
وطرح جاسم العوضي نائب رئيس اتحاد المصورين العرب للاتحاد، محاور التساؤلات الواردة في بداية المقال للنقاش والحوار بين الحضور. كما تمحور النقاش حول دوافع مصوري الحرب التي تمثلت في إما كونه عمل يقتات منه المصور، أو البحث عن الشهرة وحصد جوائز عالمية، أو في مرحلة متقدمة عمل توثيقي تاريخي لواقع الحروب.
وانتقل النقاش بعد ذلك إلى الجانب التقني والفني لمجموعة من الصور التي عرضها الفيلم، وأهمية وخصوصية كادر العديد من اللقطات، التي إما ترتكز على ترويج الصورة الإيجابية لإحدى الجهات المحاربة، أو على الجانب الإنساني.
وتحدث صاحب، عن الفرق بين اللقطة الخاصة بالصحافة اليومية التي تعتمد على صورة واحدة، يحرص المصور من خلالها على أن تكون مشهداً شاملاً للعديد من المحاور ومعبراً في الوقت نفسه. كما بين صعوبة تنبؤ المصور بالصورة التي تختارها كل صحيفة تبعاً لتوجهاتها.
الجلسة المقبلة
تتناول جلسة اتحاد المصورين العرب الخميس المقبل، التي تشمل دعوة إفطار، ورشة عمل غير اعتيادية يديرها المصور يوسف الحوسني الذي يتجاوز عمر تجربته في التصوير 20 عاماً. ويتناول عمل الورشة، نفسية وثقافة المصور بنسبة 85 %، أما الكاميرا فبنسبة 15 %.
