تمكنت الدراما المصرية في الموسم الرمضاني الراهن من استعادة قوتها من جديد بعد تأثرها بالضربة القوية، التي تلقتها خلال الموسم الماضي، نتيجة الأحداث التي اجتاحت مصر، فخلال الموسم الحالي تعرض الشاشات العربية نحو 70 عملاً درامياً مصرياً، وهو الانتاج الأكبر في تاريخ الدراما المصرية التي استفادت بلا شك من غياب الدراما السورية عن الساحة هذا الموسم، كما استفادت أيضاً من تواجد بعض عمالقة السينما في أعمالها الدرامية، الأمر الذي أعطاها دفعة قوية.

عمالقة الفن

الموسم الدرامي المصري الحالي لم يتميز فقط بعودة معظم عمالقة الفن المصري أمثال عادل امام ويحيى الفخراني وأحمد السقا وغيرهم، وإنما تميز أيضاً بارتفاع ميزانية الأعمال المعروضة والتي وصل مجموعها إلى مليار جنيه مصري، وهو رقم لم تعتد عليه الدراما المصرية قبلاً، ولكنه يبدو مقنعاً بالنظر إلى كم المسلسلات المعروضة حالياً على الشاشات العربية، حيث تراوحت معدلات ميزانية هذه الأعمال بين 30 40 مليون جنيه.

تكاليف إنتاج

"البيان" رصدت تكاليف انتاج مجموعة من المسلسلات المصرية، والتي جاء على رأسها مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" بميزانية تجاوزت الـ 70 مليون جنيه مصري، وكان هذا المسلسل الذي أعاد عادل إمام إلى الشاشة الفضية بعد غياب طويل قد تأجل من الموسم الماضي، بسبب عدم اكتمال تصويره نتيجة الأحداث التي شهدتها مصر خلال العام الماضي.

أما مسلسل "خطوط حمراء" للممثل أحمد السقا فقد حل بالمرتبة الثانية بميزانية بلغت نحو 42 مليون جنيه، وتلاه مسلسلات "باب الخلق" لمحمود عبد العزيز و"الخواجة عبد القادر" ليحيى الفخراني، وبلغت تكلفة كل واحد منهما ما يقارب 40 مليون جنيه.

أما مسلسل "مع سبق الإصرار" لغادة عبدالرازق وماجد المصري وأحمد راتب، فقد بلغت تكاليفه 35 مليون جنيه، ويدور حول "فريدة" المحامية المشهورة التي تعانى من قهر وظلم وقسوة زوجها وتحاول طوال الأحداث الحصول على الطلاق منه والزواج من حبيبها، ويوازيه في التكلفة مسلسل "نابليون والمحروسة" للممثلة ليلى علوي وشريف سلامة، وهو يتناول الجوانب الاجتماعية والسياسية في مصر أثناء الحملة الفرنسية في أواخر القرن 18.

في حين أن تكاليف مسلسل "الأخوة الأعداء" لصلاح السعدني وفتحي عبد الوهاب، والمأخوذ عن رواية "الإخوة كارامازوف" المشهورة وصلت إلى 32 مليون جنيه، ومسلسل "شربات لوز" ليسرا وسمير غانم، والذي يتناول شخصية خياطة تقطن في إحدى المناطق الشعبية البسيطة وتصب كل اهتمامها على شقيقيها، وتتغير حياتها بعد دخول رجل حياتها فجأة، وصلت تكاليف إنتاجه إلى 30 مليون جنيه، أما "الأخت تريزا" لحنان ترك وأحمد عزمي، فقد بلغت تكاليفه 25 مليون جنيه، وهو يحمل رسالة مهمة جداً للمجتمع المصري، يدعو فيها إلى عدم التعصب الديني ما يجعله ملائماً للظروف الحالية.

تكاليف إضافية

"كيد النساء 2" والذي يستكمل أحداث الجزء الأول الذي عرض في رمضان الماضي، فقد وصلت تكاليف إنتاجه إلى 25 مليون جنيه مصري، وفي هذا الجزء تلعب دور البطولة الممثلة فيفي عبده، وإلى جانبها الممثلة نبيلة عبيد التي حلت مكان سمية الخشاب، ويدور حول شخصية "حلاوتهم" المرأة الحديدية التي تقضى جزءاً من حياتها في السجن وتخرج لتصفية أعدائها.

في حين أن تكاليف مسلسل "سيدنا السيد" الذي يتوقع أن يتألف من 3 أجزاء وصلت إلى 23 مليون جنيه، وهو من بطولة الممثل السوري جمال سليمان وأحمد الفيشاوي وكذلك حورية فرغلي، وهذا المسلسل عبارة عن دراما صعيدية من نوع خاص تختلف في مضمونها عن دراما الصعيد التي قدمت خلال السنوات الماضية. تلاه مسلسل "سر علني" للممثل إياد نصار وغادة عادل، حيث وصلت تكاليف إنتاجه إلى 22 مليون جنيه.

 

هرم الست هالة

 

جاء مسلسل "هرم الست رئيسة" في ذيل القائمة، حيث وصلت تكاليف إنتاجه إلى 4 ملايين جنيه مصري، وأحداثه تدور في إطار اجتماعي عن الفساد ومعاناة المواطن المصري في فترة ما قبل ثورة 25 يناير، ويلعب بطولته الممثلة هالة فاخر وأحمد خليل ونيهال عنبر، وإخراج سامي شحاتة، وسبقه مسلسل "9 جامعة الدول" لخالد صالح وإيمان العاصي، والذي تدور أحداثه حول مهندس ميكانيكا بحرى يمتلك شركة، وتتعدد علاقاته في جميع البلدان وكذلك زيجاته وله أبناء من عدة جنسيات، مما يصنع العديد من المفارقات والمواقف، ووصلت تكاليفه إلى 5 ملايين جنيه، ويوازيه في التكاليف المسلسل الكوميدي "عروسه ياهوه" لمي سليم.