دائماً عندما أقابل الممثلين الإماراتيين، في مواقع التصوير، أو الملتقيات الفنية، وأتحدث عن الممثلة ملاك الخالدي، يصدر من المتابعين لها في الوسط الفني المحلي، حكم معاتب، وهو أن ملاك قليلة الظهور، ونشاطها على الشاشة، غير مسوق للحصول على أدوار، في الأعمال الدرامية. ولا يعتبر إحدى أولوياتها، قياساً بإنتاجها النوعي، الذي شكل نقلة في حضور المرأة الإماراتية في الدراما.
وعبر حديث هاتفي جمع (البيان) بملاك، أكدت صحة حكم زملائها في الوسط، معتبرة أن حصولها على الدور، مبني على عروض تقدم لها، أكثر من كونه سعيا شخصيا. وبينت أن الموسم الرمضاني احتكار تجاري للدراما، أسهم في صناعة ظواهر سلبية، طغى على العمل الفني كونه إبداعاً بالدرجة الأولى، وتساءلت حول: "من المسؤول عن تحرير الدراما". وتطل ملاك في رمضان المقبل، عبر مسلسلين خليجيين هما "اليحموم" و"خوات دنيا"، منوهة بأن مصير تطور وتنوع الممثلين معقود بالنصوص المكتوبة بدم الشباب.
قوة النص
لا تبحث عن أدوار، لتمتثل في الصف الأول، بل تكتفي بمساحة مفهومها "عُرض علي"، هكذا تستشف فكرة غياب ملاك، لفترات متباعدة، عن المشهد التلفزيوني، وقالت حول ذلك: "أنا لا أبحث في الحقيقة، بل أطمح أن تعرض علي نصوص، تؤمن بقدرتي في عطاء الشخصية الموكلة لي". ولفتت في حديثها إلى أن نص "خوات دنيا" من بطولة الممثلة الكويتية سعاد عبدالله، للكاتب الإماراتي محمد الحمادي، والتي تشارك هي في بطولته، يعتبر نموذجاً فعلياً لورق يستطيع أن يقدم الصورة الدرامية الخليجية بشكل مختلف.
وأضافت: إن النص المكتوب بدم الشباب هو الرهان القادم لنا كعاملين في المجال، موضحة أن قوة النص، تكمن في عدم اضطرارك لتغيير محتوى السيناريو. و تعرض ملاك في "خوات دنيا" شخصية الزوجة المطلقة، الذي جعل منها الانفصال، امرأة تحتفظ بأفكار معينة اتجاه الرجال، لافتة إلى أن الشخصية تحمل أيضاً بعداً خفيف الظل.
وفي موضوع العمل الإنتاجي المشترك بين الإمارات والكويت، ترى ملاك أننا يجب أن لا نتوقف عند منحنى دول الخليج فقط، بل نسعى إلى شراكات مع الدول العربية، مبدعين ثقافات متنوعة، عبر الصناعة الدرامية التلفزيونية. مما يجعلها تسمو نصاً وتمثيلاً وإنتاجاً. وبينت أنه لا يمكننا ذلك، دون منهجية عامة مشتركة، تؤيد التوسع المطلوب في الاستثمار التلفزيوني. وأشارت إلى أن الشراكات العربية يمكن البدء باندماجها عن طريق النصوص المكتوبة، وذلك بصناعة سيناريوهات تفتح الحدود الثقافية بين البلدان العربية عن طريق الفن.
تسويق
وفي سياق فرضيات النجوم والإعلانات والمطالب التلفزيونية، اعتبرت ملاك أن العمل الدرامي اليوم مليء بالمظاهر السلبية، ومنها إنتاج أعمال بنصوص ركيكة، ووجه مطلوب، تسوق فيها القناة الفضائية، إعلانات تجارية. وأوضحت أن المنتجين ومديري القنوات الفضائية، يسعون لصناعة نجم، يوفر لهم طقوساً في "موسم الحصاد" المقصود به شهر رمضان. ولفتت إلى أن احتكار الأعمال في الشهر الفضيل، عزز هذه الظواهر، وساهم في صياغتها وإمكانية تجذرها مع الزمن، ولكن بمجرد تنظيم مسألة العرض التلفزيوني للدراما طوال العام، سيخفف من وطأة الفكر المادي، المنسلخ عن الهدف الإبداعي والفني من العرض التلفزيوني.
المشاهد ذكي
اعتبرت الممثلة ملاك الخالدي أن تحميل الجمهور، توجهات الإعلام التلفزيوني في الطرح الدرامي، مسألة خاطئة، وتتحملها منظومة الوعي بالاستثمار الربحي، الذي يجب أن يبنى بمبدأ المضمون الجيد، مؤكدة أنها ضد جملة "الجمهور عايز كده"، وقالت: "أنا أجلس في البيت، وأفتح التلفزيون، وأرى ما هو معروض، لم أقدم اقتراحات، بل أتطلع فقط، لرؤية فكرة تستطيع جذبي، بتقنية عالية، لا تقلل من قيمتي كمشاهد ذكي".
