تستمد الكثير من المنتجات الغذائية والتجميلية وغيرها، جودتها من شهرة نجوم الفن، الذين أصبحوا أحدث حيل الإعلانات التجارية لجذب الجمهور وانتزاع ثقته، ولا يخفى على أحد العروض المادية المغرية التي تقدمها تلك الشركات لهؤلاء المشاهير، مقابل استغلال محبة الناس لهم وإقناعهم بشراء منتجات ليست الأفضل والأكثر فاعلية على الإطلاق كما يدّعون. ما مدى إقبالكم على شراء المنتجات التي يروج لها نجوم الفن؟ هل تثقون بما يروجون له؟ وهل تتأثر محبتكم لهم إن لم يكن المنتج بالمستوى المطلوب؟

خدعة

منى غالب، طالبة جامعية، خاضت تجارب عدة قبل أن تكتشف أن تواجد الفنانين في الإعلانات التجارية مجرد خدعة لإيهام الناس بأهمية المنتج وفاعليته الكبيرة، وقالت: استطاعت الممثلة هند صبري إقناعي عبر إعلان تجاري، أن هناك حلاً لمشكلة الهالات السود، فقمت بشراء المنتج واستعمله بانتظام لعلي أحصل على نتيجة ترضيني، ولكنني توقفت عن استخدامه، لأنه سبب لي مشاكل عدة في محيط عيني.

وفي الإطار نفسه، قالت رنين أحمد، طالبة جامعية: أعاني من مشكلة تقصف أطراف الشعر، وقد استخدمت قبل فترة قصيرة منتجا للعناية بالشعر روّجت له ثلاث فنانات مشهورات، وشاهدت الإعلان الخاص به على التلفزيون عدة مرات، ولكن دون أي نتيجة. وتابعت: أعتقد أن المنتجات الجيدة هي التي تثبت نفسها بجودتها لا بالاعتماد على اسم مغن معين أو ممثلة ما.

تطبيل

وقالت بثينة طوالبة، ربة بيت: لا أثق بأي منتج يروج له نجوم الفن، لأنهم يهتمون بمصالحهم الشخصية بالدرجة الأولى، فلولا ملايين الدولارات التي تقدمها لهم تلك العلامات التجارية، لما قاموا بـ"التطبيل" لها.

وتابعت: لا يهتم الفنان بجودة المنتج أو حتى تأثيره من الناحية الصحية على الجمهور، فالمؤسسات الصحية تطلق حملات للتوعية ضد مخاطر السمنة، بينما يقوم الممثل المصري أحمد عز بالترويج لإحدى الوجبات السريعة، ويتهافت المغنيون والمغنيات على التسويق لمشروب غازي، أثبتت الدراسات أنه يسبب أمراضاً لا حصر لها.

قائمتي السوداء

نهى الكسواني، موظفة، تؤكد كما يقول المثل الشعبي: "لو فيها خير ما رماها الطير"، ولو كانت هذه المنتجات ذات جودة عالية لما صرفت الشركات مبالغ مالية طائلة لتسويقها، وبالنسبة لي فإنني أحكم على السلع المختلفة بعد التجربة الأولى، وإن لم تكن النتائج مرضية، فإنها تصبح في قائمتي السوداء لاحقاً، ولا أدخلها منزلي حتى لو كانت مجانية.

ونصحت الكسواني نجوم الفن بالابتعاد عن التسويق لمطاعم الوجبات السريعة تحديداً، موضحة أنها تؤثر سلباً على الأطفال، وقالت: يدعي معظم الفنانين أنهم يقدمون رسائل فنية سامية، ولكن أين هذا السمو حينما يشجعون المراهقين على تناول وجبات ومشروبات تخلو من الفائدة.

وقالت عائشة الظاهري، موظفة: أشجع دعايات المجوهرات، لأن الذهب يظل ذهباً، وشراؤه يعد أمراً مربحاً، فضلاً عن إنها لا تضر أحداً في نهاية المطاف، أما الدعايات الخاصة بمواد التجميل والعطور، فإنني لا أثق فيها على الإطلاق، لأنها تستمد جودتها من شهرة المغني أو المغنية التي روجت لها.

على صعيد آخر، أشار هاشم الوالي، موظف، إلى إنه لا يهتم بالشخصية التي تروج لمنتج ما، ويشتري البضائع التي اعتاد على استعمالها، وقال: أعي تماماً أن لنجوم الفن أهدافا معينة ونجاحات يطمحون للوصول إليها، والدعايات التجارية ما هي إلا وسيلة هامة لإثراء جيوبهم وأبواب رزق تدر عليهم أموالاً طائلة، وبالنسبة لي فأنا أشتري المنتجات بناء على مدى احتياجي لها.

«البركة بالسيشوار»

 

أعلنت إحدى العلامات التجارية الخاصة بالعناية بالشعر، قبل فترة قصيرة، عن سفيرتها، وهن ثلاث فنانات من لبنان والإمارات ومصر، وخلال المؤتمر الصحفي، لم تسلط النجمات الضوء على مزايا المنتج الذي يروجن له، بقدر ما تحدثن عن مدى استمتاعهن بالرحلة التي قمن خلالها بتصوير الإعلان التجاري.

والطريف أن إحداهن بينما كانت تثني على المنتج، وتشدد على إنها لم تستعمل وصلات الشعر، وأن كثافة شعرها طبيعية، نسيت أن الفيديو الخاص بالإعلان، يبرهن أمام الجميع أن "البركة بالسيشوار" و"الإكستنشن" أي تمديد الشعر بالوصلات الاصطناعية.