حاز البرنامج الاجتماعي "خواطر" منذ انطلاقه على اعجاب الجميع، ومنذ ذلك الحين وهو يحظى بمتابعة جماهيرية عالية، وقد يكون سبب ذلك هو قدرة مقدمه أحمد الشقيري على وضع الإصبع على مكان الألم، وهــو عادة ما يفتقده الاعلام العربي عموماً.

في رمضان هذا العام يطل علينا من جديد الشقيري في موسم ثامن من برنامجه "خواطر" والذي يبث على قناة mbc 1، حيث يحاول من خلاله أن يطل على أبرز ابداعات الشباب العربي وطاقاتهم وكيف يمكن توظيفها بالطرق الصحيحة، ويتطرق إلى ذلك من خلال رصد ثقافة التطوع ومدى تغلغلها في الشباب العربي. علماً بأن تصوير البرنامج استغرق نحو 6 أشهر، حيث بدأت أعمال التصوير في ديسمبر الماضي، وانتهت خلال الشهر الجاري، وزار فريق البرنامج خلالها 11 دولة.

محور هذا الموسم سيكون تحت عنوان "الشباب فيهم إحسان"، وبحسب أحمد الشقيري معد ومقدم البرنامج، فالهدف منه إبراز إبداعات الشباب وطاقاتهم عبر تكليفهم بمهام تطوعية مختلفة، ومتابعتهم خلال تنفيذها، بالإضافة إلى تشجيعهم وحثهم على بذل المزيد من الجهد من خلال مسابقات تُقام بينهم.

ولإنجاح فكرة البرنامج، قام الشقيري وطاقمه باجراء مسابقات مع فرق تطوعية في الأردن والسعودية ومصر، تنافست فيها على مهام محددة وأعمال تطوعية مختلفة، لم تقتصر على البلدان العربية فقط، وإنما تعدتها إلى دول إفريقية مثل كينيا وأوغندا، حيث سافر مجموعة من الشباب العربي للقيام بأعمال تطوعية فيهما باعتبارهما بلدانا فقيران بحاجة إلى العون.

أعمال خيرية

في المقابل، أكد الشقيري أن مجموعة الشباب العرب المتطوعين للقيام بأعمال خيرية في البرنامج تمكنوا من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد تحطيمهما لرقمين قديمين، من خلال مهمة كلفوا بها. مشيراً إلى أنه وبعد الانتهاء من تصوير "خواطر 8" قبل بضعة أيام، بدأ فريق العمل باستحضار أفكار جديدة للموسم المقبل.

وعن طريقة اختيار الشباب المتطوعين في البرنامج، قال الشقيري: "المتطوعون تقدموا للاشتراك في البرنامج بعد الإعلان على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن استقبال البرنامج لمتطوعين من الشباب". وأضاف: "حصلنا على 5000 شاب، اخترنا منهم 30 من دول مختلفة. وأقمنا أكثر من 30 مشروعاً، وجاء اختيارنا للمتطوعين على أساس وجودهم في المدن التي سنقيم فيها مشاريعنا، بالإضافة إلى مدى حماسهم وقدرتهم على الالتزام، فضلاً عن خلفياتهم في تنفيذ مشاريع تطوعية وإنسانية."

وأوضح بأن المتطوعين الذين اختيروا بادروا إلى إحضار أصدقائهم للمساعدة، ليصل بذلك عدد من شارك في خواطر إلى 500 متطوع". وأكّد الشقيري أن الشباب الذين تمكنوا من إثبات قدراتهم في التخطيط والتنفيذ والعمل تحت الضغط وإنهاء المشاريع في الوقت المحدد، قاموا بعقد تحالفات مع العديد من الجمعيات الخيرية، وشركات القطاع الخاص، والنوادي التطوّعية، وغيرها من أجل إنجاز مهماتهم.

مشاريع متنوعة

أما عن طبيعة المشاريع التي أقامها البرنامج، فقال: "إنها مشاريع متنوعة منها الصحي والتعليمي والفكري والتنموي، وأخرى لها علاقة بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تمّ تهيئة ناد رياضي لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى إنشاء 3 مكتبات في 3 مراكز تسوق، كما جرى إيصال الماء إلى 50 بيتاً في إحدى المدن العربية، وبناء بيتين في كينيا، وإعادة ترميم 3 بيوت في السعودية، وغيرها من المشاريع.

وفي حديثه أشار الشقيري إلى أن سر استمرار وتميز برنامج خواطر هو التطوير المستمر والحرص على "منافسة نفسه"، فضلاً عن إدخال إضافات مختلفة في الطرح عما سبق من مواسم. مؤكداً بأن أفكار البرنامج هي وليدة الأوضاع في الوطن العربي، وتنشأ من هموم الشباب واهتماماتهم، إضافة إلى اقتراحات فريق الإعداد.

100 ألف ريال

 

يتم خلال عرض البرنامج في رمضان إطلاق حملتين تندرجان تحت مظلة البرنامج، الأولى بعنوان "مسابقة إحسان الكتابية" لمساعدة الشباب العرب على نشر كتبهم المتميزة، والثانية بعنوان "مسابقة إحسان التطوعية"، وقيمة الجائزة 100 ألف ريال ستوزع على أفضل 3 فرق تطوعية.