يراقب علماء بريطانيون عن كثب مرضاً فطرياً قاتلاً ربما يهدد بهلاك مستعمرات الخفافيش في بريطانيا أثناء فترة البيات الشتوي بعد ما أصاب أعداداً كبيرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، في تقرير حديث لها، إن العلماء من صندوق محميات الخفافيش في بريطانيا يعكفون حالياً على تحليل البيانات التي حصلوا عليها من متطوعين في مجال صحة الخفافيش، حيث تبين عدم وجود دليل على تفشي المرض في بريطانيا. ومن أعراض هذا الفطر أنه يصيب أنوف الخفافيش باللون الأبيض، حيث أدى إلى هلاك حوالي سبعة ملايين من الخفافيش في الولايات المتحدة خلال السنوات الست الماضية في الوقت الذي يهدد أيضاً بفناء أنواع معينة منها.

قلق حقيقي

وتقول ليزا ورليدج، وهي خبيرة من صندوق محميات الخفافيش في بريطانيا: "الأمر ينطوي على قلق حقيقي، ونحن نتابع عن كثب أي دليل على المرض، ولكن حتى الآن، فمن حسن الحظ أننا لم نلاحظ وجود أي أثر للمرض". ويخشى كثير من علماء الأحياء من عواقب وخيمة جراء انتقال هذه العدوى المعروفة باسم متلازمة الأنف البيضاء إلى بريطانيا. ويقول الخبراء إن الخفافيش أكثر عرضة للهلاك في حال الإصابة بهذا المرض عندما تكون في حالة البيات. ومن هنا، جاء القرار بنشر متطوعين لرصد المواقع الرئيسية التي تعيش بها الخفافيش في بريطانيا، مثل الكهوف والأنفاق والسكك الحديدية القديمة والمباني المهجورة، حيث تشير التقديرات بوجود نحو 17 نوعاً من الخفافيش التي تقضي فصل الشتاء هناك. وتضيف ورليدج: "حتى تاريخه، فإن ما لدينا من أخبار كلها طيبة". أسوأ وباء

أشارت "ساينس ديلي" إلى أن خطر متلازمة الأنف البيضاء يثير قلق خبراء خفافيش لأسباب وجيهة، أهمها تفشي المرض بشكل مرعب بين الخفافيش في الولايات المتحدة على مدى السنوات الست الماضية، فيما اعتبر أنه أسوأ وباء يصيب الحياة البرية خلال قرن من الزمان، حيث يتوقع خبراء في علوم الأحياء أن يكبد ذلك الوباء الولايات المتحدة خسائر بمليارات الدولارات. .