تدخل الممثلة المصرية صفاء جلال عالم الدراما الرمضانية هذا العام بالمشاركة في مسلسلي "الأخت تريزا" و"الهلالي سلامة"، في الوقت الذي تستمر فيه خصومتها للسينما التي تأتي في مرتبة ثانية من اهتماماتها بعد الدراما.. حول نشاطها الدرامي وخطواتها المقبلة وحقيقة اعتزامها ارتداء الحجاب التقيناها ودار الحوار التالي:
ما طبيعة مشاركتك الدرامية في رمضان المقبل؟
لديّ عملان هذا العام أشارك فيهما، أولهما مسلسل "الأخت تريزا" مع الفنانة حنان ترك، وأجسد فيه دور فتاة تزوجت في سن صغيرة ثم تنجب ولداً يكبر وينتمي إلى جماعات متطرفة، ومن هنا تبدأ شخصيتي في التحوّل فبعد أن كنت شخصية ودودة ولطيفة في بداية الحلقات أتحول إلى شخصية أكثر صرامة مع انتماء الابن لجماعات متطرفة.
وهل هذا العمل بالفعل يغازل التيارات الإسلامية في مصر بعد الثورة؟
العكس هو الصحيح، فأحداث العمل تحكي أن التطرف أصبح سمة في المجتمع المصري، سواء من الإسلاميين أو المسيحيين، والمسلسل لا يناقش قضية فتنة طائفية ولكنه يناقش العصبية الدينية وكره كل طرف للآخر، من خلال عرض بعض النماذج المتطرفة من الجانبين وكيف يرى كل طرف أنه مظلوم في هذا المجتمع ومحاولاته أخذ حقه بطرق نسميها متطرفة، كما يناقش مخاوف المجتمع المصري من سيطرة التطرف الديني عليه، وأيضاً المسلسل يعرض النماذج المعتدلة من الجانبين والبعيدة عن التعصب.
وماذا عن عملك الدرامي الآخر والشخصية التي تقدمينها به؟
في مسلسل "الهلالي سلامة"، أجسد شخصية فتاة صعيدية، تسعى إلى الزواج من الهلالي الذي يجسده نضال الشافعي، ويشاركنا تمثيل العمل منة فضالي، وسعيد طرابيك ومدحت تيخا من وإخراج أحمد صالح.
وسط هذا النشاط الدرامي لاتزال حالة الخصومة قائمة بينكِ وبين السينما، لماذا؟
ليست هناك خصومة متعمدة بيني وبين السينما؛ بل إن كل الأدوار التي تعرض عليّ تكون أدواراً غير جيدة لذلك أرفضها، ولكن عندما أجد نصاً سينمائياً جيداً سوف أتمسّك به.
وهل هذا الذي جعلكِ تصفين علاقتكِ بصناع السينما بالعلاقة الفاشلة؟
نعم، ولكن الفشل من طرفي أنا وليس من طرفهم؛ بمعنى أنني غير اجتماعية ولا توجد لديّ أي علاقات بصناع السينما وهذا تحديداً الفشل الذي أشعر به.
دائماً تختارين الأعمال الدرامية التي تترك بصمة عند الجمهور مثل مشاركتك أخيراً في مسلسلي "لحظات حرجة" و"الريان".. فما معايير انتقائك للأعمال؟
أحرص في المقام الأول أن يكون العمل كله جيداً وورق العمل مكتوباً بطريقة جيدة وسليمة ثم معرفة المخرج الذي من المفترض أنه يبرز أي عمل ويظهره، والأهم هو دوري، فإذا وجدته مؤثراً ومهماً في سياق الأحداث فأنا أقبله حتى ولو كان دوراً صغيراً، أما إذا كان وجوده مثل عدمه فبالطبع لا أقبله حتى وإن كان كبيراً، وأحاول بالفعل أن أختار الأدوار التي تترك بصمة عند الجمهور.
امرأة من زمن الحب
وهل المعيار المادي يهمكِ؟
للأسف أنا من الشخصيات التي لا تجيد التحدث في الماديات، ولا أهتم بهذا الجانب.
بعد دوركِ في مسلسل "امرأة من زمن الحب" اختفيتِ من الساحة الفنية تماماً لدرجة أن الجمهور اعتقد أنكِ اعتزلتِ الفن.. ما أسباب ذلك؟
الحمد لله أولاً أنني إذا غبت عن الجمهور فهو ينتبه لهذا الغياب ويتساءل أين أنا، ولكن لم أعتزل في هذه الفترة بل ابتعدت نتيجة أن كل الأدوار التي كانت تأتي إليّ وقتها كانت أدواراً لراقصة، الأمر الذي أرفضه تماماً، وهذا الدور أنا لا أستطيع قبوله أبداً.
ضد الإغراء
هل معنى هذا إنكِ ضد أدوار الإغراء عموماً أم أنكِ تقبلينه إذا كان في سياق الدراما؟
أنا ضد كل أشكال الإغراء، ولا أقبل أي دور به إغراء حتى لو كان الدور مهماً ويتطلب هذا؛ احتراماً لمجتمعي الشرقي الذي أعيش فيه واحتراماً لبناتي وزوجي.
ماحقيقة تصريحكِ بارتداء الحجاب بالتزامن مع سيطرة التيارات الإسلامية على الساحة؟
بالفعل أنا صرحت بذلك ليس بسبب سيطرة الإسلاميين على الساحة، ولكن لأنني مقتنعة بهذا الأمر وأنه فرض وواجب، ومع ذلك فأنا لم أتخذ هذا القرار بعد.
وهل ارتداؤكِ الحجاب يعني الاعتزال أم أنكِ ستستمرين في الفن؟
بالطبع الحجاب لا يعني الاعتزال، فالحجاب لا يتنافى مع التمثيل وإذا وجدت بعد ارتدائي للحجاب دوراً يناسبني كمحجبة فسأقبله، كما أن هناك عدداً كبيراً من النجمات ارتدين الحجاب ويمثلن في نفس الوقت.
بعيداً عن الفن
قالت صفاء جلال: من المستحيل أن أسمح لابنتيّ باختراق مجال التمثيل، فأنا أشفق عليهما كثيراً من أعباء هذا المجال، فمن حقهما أن تختارا المجال الذي ستحبانه ولكن بشرط أن يكون بعيداً عن الفن.

