ركز المولعون بعلم الفلك في أنحاء متفرقة من العالم أبصارهم على السماء أمس لمشاهدة مرور كوكب الزهرة عبر الشمس، في ظاهرة سماوية نادرة لن تحدث مجددا قبل أكثر من قرن . بدا الزهرة كنقطة صغيرة سوداء أمام قرص الشمس العملاق، حيث مر مباشرة بين الأرض ومركز النظام الشمسي في آخر رحلة له بين الأرض والشمس خلال القرن الحالي. وفي أنحاء آسيا، احتشد الفلكيون الهواة والمولعون بعلم الفلك والطلبة في مراكز الأرصاد الفلكية ومحطات المراقبة لإلقاء نظرة خاطفة على الظاهرة التي تحدث بمعدل أقل من مرة في القرن، وتشمل الظاهرة عند حدوثها عبورين متتاليين يفصل بينهما 8 أعوام، وكان العبور السابق للزهرة بين الشمس والأرض عام 2004.
الإمارات
في رأس الخيمة أقام مركز أجواء للطقس والفلك بالتعاون مع مرصد الإمارات الفلكي والقبة السماوية والبرنامج الوطني للتطوع الاجتماعي «تكاتف»، ومنتدى الرمس أمس برنامجاً خاصاً لرصد ظاهرة عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس.
وحظي برنامج الرصد الذي شمل مختلف إمارات الدولة مشاركة كبيرة من المهتمين، حيث شهد كورنيش القواسم برأس الخيمة إقبالاً لافتاً من الجمهور تجاوز 200 شخص، بالرغم من التوقيت المبكر للظاهرة، واستمر توافد الجمهور حتى الدقائق الأخيرة لانتهاء الظاهرة، بينهم سياح وطلاب جامعات وموظفو جهات محلية واتحادية، حرصوا على الحضور قبل موعد عملهم الرسمي تفعيلاً للمشاركة المجتمعية في رصد مثل هذه الظواهر الطبيعية النادرة.
وفي أبوظبي واكبت القيادة العامة لشرطة أبوظبي الحدث التاريخي صباح أمس في منطقة كورنيش أبوظبي، من أمام المارينا مول أبوظبي، حيث رصدت العبور التاريخي لكوكب الزهرة أمام قرص الشمس، وتمثلت ظاهرة العبور في مرور جرم سماوي من أمام جرم سماوي آخر أكبر منه بدون أن يستره أو يحجبه.
وشوهد العبور في أغلب مناطق العالم، ويكون مرئياً بشكل كامل من أواسط المحيط الهادي وشرق آسيا وشرق استراليا، في حين أنه يُرى أثناء غروب الشمس من أميركا الشمالية والبحر الكاريبي وشرق المحيط الهادي، فضلاً عن مشاهدة العبور النادر والتاريخي في الهند ومنطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا.
مانيلا
وفي مانيلا، أعد ناد فلكي والمتحف الوطني للمجموعة الشمسية نحو 10 تليسكوبات في حديقة عامة ليتيح للجماهير مشاهدة الظاهرة. كما فتحت المراصد المدرسية أبوابها للجماهير. وبينما حجب الضباب الكثيف الرؤية في بداية مرور الزهرة ، إلا أن بزوغ الشمس في نهاية المطاف أتاح للمواطنين رؤية الحدث.
فلاتر شمسية
في سيدني، احتشد الأستراليون في مراكز الأرصاد والجامعات والجمعيات الفلكية لمشاهدة الظاهرة عبر التليسكوبات المزودة بفلاتر شمسية. وقام العديد من الأشخاص بشراء نظارات خاصة للنظر إلى الشمس. ولكن الغيوم هددت بحجب رؤية الحدث في أغلب الوقت.


