بين البيوت الحجرية القديمة وأشجار الزيتون وحقول الصبار، تبدأ رحلة بطلة الفيلم الدرامي القصير "نهاية سبتمبر" الشابة الفلسطينية دلال، عبر تداعياتها بين أحداث الماضي والحاضر، وتساؤلات المستقبل في أجواء من الواقعية السحرية.
تلتقي دلال بصديقها الراحل الفدائي الشاب جاد بعد زيارتها لقبره، لتتأرجح بين الماضي والحاضر عبر لمحات من العمليات الفدائية الشهيرة منها تسلل الفدائيين عبر قارب مطاطي في نهاية السبعينات إلى الأرض المحتلة، وعملية اختطاف الباص التي دخل في تنفيذها كل من البطلين لتستشهد دلال وينجو جاد الذي يطرح أسوة بدلال العديد من التساؤلات حول خيانة التاريخ، وخيانات الآخرين التي تحجِم وتغيب الحقيقة التي آمن بها كل من البطلين.
كما احتلت الطبيعة ومشاهد الأمكنة حيزاً كبيراً من أحداث الفيلم الأقرب إلى اللوحات الفنية منه إلى التسلسل الدرامي، خاصة وأن مشاهد الحوار الصامت بين البطلين كان أقرب إلى المونولوج الداخلي، آخذين في الاعتبار مفهوم الواقعية السحرية.
تحدثت سما الشيبي بعد عرض فيلمها الدرامي القصير (16 دقيقة) الذي حضره حشد كبير في قاعة سينما جناح وسط المدينة، عن تجربتها الأولى في الأفلام الدرامية بالتعاون مع الفنانة الأردنية آلاء يونس، والصعوبات التي واجهنها خلال تصوير الفيلم في الضفة الغربية من فلسطين مع طاقم العمل الفني وكادر الممثلين المتنوع الجنسيات.
وقالت: إن مضمون الفيلم يرتكز حول تساؤلات عن مصداقية القناعات الملتبسة التي خانت بطلي العمل بين المقولات والواقع، وبين ما هو منطقي والعكس، والمنظور المعقد المتشابك لرؤية الواقع في فلسطين. وقالت لدى سؤالها عن الصلة بين عنوان الفيلم (نهاية سبتمبر) ومضمونه، "هذا الشهر يحمل الكثير من الرموز منها اتفاقية أوسلو واجراءات السلام، والعديد من الأحداث الأخرى، كذلك نهاية فصل الصيف الذي يبدأ غالباً بأحلام جديدة).
وأجابت الشيبي لدى سؤالها عن الزمن الذي استغرقتاه لكتابة سيناريو الفيلم وتصويره، "استغرق تصوير الفيلم مدة شهرين عام 2009، ليتم الانتهاء من مونتاجه بعد 6 أشهر". وقالت فيما يتعلق بتمويل الفيلم وفريق العمل، "كان علينا التواصل مع العديد من المؤسسات لتمويل الفيلم ضمن فترة زمنية محدودة، ونجحنا في الحصول على التمويل من رنا صادق مديرة مؤسسة خالد شومان وسامر يونس وهما من كبار المقتنين للأعمال الفنية. كما تبرعت الشركة اللبنانية "غري سكيل للأفلام" بالمعدات والفريق الفني وفي مقدمتهم مدير تصوير الفيلم عبد السلام العقاد".
