أظهرت دراسة أميركية حديثة أن ذكور قردة البابون رفيعة المستوى تتعافى بسرعة أكبر من الإصابات، وتكون أقل عرضة للمرض من الذكور الأخرى.
وقالت مجلة ساينس ديلي، في تقرير نشرته أخيرا، إن عالمة الأحياء بيث أرشي من جامعة نوتردام، وزميلتيها، جين ألتمان من جامعة برينستون، وسوزان ألبرتس من جامعة ديوك، درسن سجلات صحية تعود لمشروع أمبوسيلي لأبحاث قردة البابون في كينيا. فاكتشفن أن المكانة المرموقة ترتبط بشفاء أسرع للجروح. ويعد هذا الاكتشاف مدهشاً إلى حد ما، نظرا لأن الذكور رفيعة المستوى تتعرض أيضا لمستويات عالية من التوتر، ينبغي لها أن تقمع الاستجابات المناعية. ووجدت الباحثات أيضا أن الوضع الاجتماعي يعد مؤشرا أفضل لالتئام الجروح مقارنة بالعمر.
وقالت أرشي، التي قادت فريق البحث: «لطالما كان هناك جدال كبير حول ما إذا كانت الضغوط التي يفرضها التربع على القمة، سواء لدى البشر أو الحيوانات، أفضل أو أسوأ من الضغوط التي يفرضها الوجود في الدرك الأسفل. وتشير نتائجنا إلى أنه في حين أن الحيوانات تتعرض للضغوط في كلتا الحالتين، فإن العديد من العوامل التي ترافق المكانة المرموقة ربما تعمل على حماية الذكور من الآثار السلبية للتوتر».
وقال جورج جيلكريست، وهو مدير برنامج في شعبة علم الأحياء التابعة لمؤسسة العلوم الوطنية: «تكمن قوة هذه الدراسة في تحديدها للآليات البيولوجية التي يمكن أن تعود بالفوائد الصحية على كبار أفراد المجتمع».
وأضاف: «نحن نعلم ان البشر يجنون مثل هذه الفوائد، إلا أن التوصل إلى آليات محددة تطلب إجراء بحوث طويلة الأمد وشديدة الدقة على مجتمع قردة البابون». وعمدت الباحثات إلى دراسة تأثير العمر، والحالة المادية، والتوتر، والجهد التناسلي، ومستويات هرمون التستوستيرون على الاختلافات المتصلة بالمكانة الاجتماعية في وظائف جهاز المناعة. ووجدت أبحاث سابقة أن ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون والجهد التناسلي يمكن أن يقمعا وظائف جهاز المناعة، وأنه يبلغ ذروته بين الذكور رفيعة المستوى.
تعاف
وجدت أرشي وزميلتاها أن الذكور رفيعة المستوى كانت أقل عرضة للمرض وأسرع تعافيا من الإصابات والأمراض مقارنة بنظيراتها الأقل مكانة. ويقترح فريق البحث أن ما يصاحب تدني المكانة الاجتماعية من توتر مزمن وشيخوخة وضعف بدني يمكن أن يقمع وظائف المناعة عند الذكور ذات الرتب المتدنية.
