فنان قليل بل نادر الظهور سواء في وسائل الإعلام المرئية أو المكتوبة، وعلى الرغم من اتهامه بالغرور جراء ذلك، إلا أنه يؤمن بأن الفنان الحقيقي يطل على الناس إعلاميًا عندما يكون لديه ما يقوله ويعتقد أنه من المفيد مشاركته مع الناس.. هو الممثل السوري جمال سليمان الذي التقته "البيان" في حوار تحدّث فيه عن عمله المقبل في رمضان، وعن المفاهيم الجديدة التي أضافها التعاون المصري ـ السوري في مجال الدراما ، مؤكداً أن الفنانين السوريين ليسوا وراء بطالة بعض نجوم مصر.. وهذا نص الحوار.

ستطل علينا في رمضان المقبل بعمل "سيدنا السيد"، فإلى أي حد يبدو العمل مختلفًا عن أعمالك السابقة، وهل تتوقع له نسبة نجاح معينة؟

العمل بالفعل يقدّم شكلاً غير تقليدي ومختلفًا عما اعتدنا عليه، بالإضافة إلى أنه يلامس بعض المفاهيم الحساسة والتي هي موضع نقاش كبير الآن. فهو دراما اجتماعية صعيدية من 3 أجزاء، الأول بعنوان "العصا لمن عصى" وفيه أجسد دور الأب الصعيدي فضلون الجناري الرجل غريب الأطوار، وتدور أحداث هذا الجزء في عام 1945. أما الجزء الثاني فيحمل اسم "أبو القاسم" وتدور أحداثه حول شخصية أبو القاسم ابن فضلون وذلك في عام 1975، أما الجزء الثالث والأخير وهو بعنوان "السيد بك السيد" وتدور أحداثه في عام 2005 عن السيد حفيد فضلون. ويشارك في المسلسل طاقم من الفنانين الشباب ، منهم أحمد الفيشاوي وحورية فرغلي، إخراج إسلام خيري وتأليف ياسر عبدالرحمن.

يرى البعض أن كثرة الأعمال الرمضانية هذا العام قد تتسبب في حجب مشاهدة الأعمال الجيدة منها، هل تتفق مع هذا الطرح؟

جدًا.. لذلك نحن نطالب دائمًا بألا تنحصر مشاهدة الأعمال الجديدة على شهر رمضان فقط، وهذا يتوقف على المحطات وشركات الإعلان، وبوادر ذلك بدأت في الظهور، حيث بدأت بعض المحطات تعرض أعمالاً جديدة خارج رمضان ولعل قنوات الـ m.b.c كانت سباقة في ذلك.

المشاركة الفنية بين مصر وسوريا في الدراما قائمة منذ الستينات تقريبًا ، فلماذا هذه المشاركة لم تثر جدلاً إلا أخيرًا؟

في السنوات الأخيرة ضاقت قلوبنا بعض الشيء وظهرت فينا نزعات تعصب وانعزال لم تكن موجودة في الماضي.

في رأيك.. لماذا تستعين مصر بنجوم سوريين في الدراما ، وما البصمة التي تركها هؤلاء النجوم؟

لا أظن أن مصر تستعين بل تشارك، وهذا مرتبط بجوابي على سؤالك السابق؛ أي أننا في فضاء مفتوح والناس تفتش عما تريد مشاهدته، وهذا هو بالضبط حال المسلسلات التركية.

أثر إيجابي

هل هناك مفاهيم جديدة أضافها التعاون المصري ـ السوري في الدراما؟

التنافس الذي شهدته الساحة العربية بين الدراما السورية والمصرية منذ مطلع التسعينات حتى يومنا هذا كان له أثر إيجابي كبير أدى إلى ثورة في مفهوم تصوير العمل التلفزيوني في مصر، حيث اقتحم العمل الدرامي أفضل خبرات السينما في مصر من مصورين ومديري تصوير ومهندسي ديكور ومخرجين..

وبطبيعة الحال كانت لي تجربة طويلة في الدراما السورية التي نشأت فيها وكنت من المساهمين في نهضتها وحملت هذه التجربة معي إلى مصر وحاولت أن أشجع من أعرفهم وأتعامل معهم على أن نعتمد النهج السينمائي في التصوير التلفزيوني ونجحت في أن أصور مسلسل "أولاد الليل" بهذه الطريقة عام 2007، ثم توالت التجارب في "قصة حب" و"في الشوارع الخلفية".. والآن في مسلسل "سيدنا السيد" الذي يخرجه إسلام خيري ومدير التصوير أحمد كردوس، وهما رجلان سينمائيان ويصوران العمل بتقنية سينمائية متقدمة ونستخدم أحدث ما أنتجه التصوير الرقمي في العالم مع عدسات السينما.

هناك وجهة نظر تقول "إن بعض فناني مصر يعانون البطالة" في نفس الوقت الذي تستعين به مصر بفنانين عرب.. هل لديك أي تعليق على هذا الأمر؟

لا أعتقد أن أربعة أو خمسة فنانين سوريين سيتسببون في بطالة الممثلين المصريين، ويكفي أن أذكر هنا أنه في كل عمل عملت فيه في سوريا أو في مصر خلال السنوات الأخيرة كانت مشكلتنا الأكبر هي تنسيق المواعيد بين الممثلين؛ لأن معظمهم ـ إن لم يكن كلهم ـ مرتبط بعملين أو ثلاثة أو أربعة في نفس الوقت. ما يعني أن البطالة عند بعض الممثلين مشكلة لا علاقة لها بوجود بضعة فنانين من بلد آخر. هكذا أظن.

أسواق مفتوحة

في الآونة الأخيرة دخلت الأعمال الدرامية عالم الأسواق المفتوحة؛ بمعنى أن المسلسلات المصرية يتم تسويقها في دبي والدول العربية وأيضًا الدراما السورية يتم تسويقها في مصر حتى الدراما التركية يتم دبلجتها وتسويقها في الدول العربية.. كيف ترى هذا الأمر؟

هذا هو الشيء الطبيعي، وهذا ما كنا نقوله منذ سنوات. البث الفضائي المفتوح جعل المشاهد يبحث عن المادة التي يريد أن يشاهدها بصرف النظر عن المكان الذي تبث منه.

قدّمت أدوار الشر وتألقت فيها كثيرًا، وأحبك الجمهور أيضًا في أدوارك الأخرى، فأيها أقرب إلى قلبك؟

قضيت أول عشرين سنة من حياتي المهنية أقدم الأدوار الإيجابية ثم شيئًا فشيئًا تحوّلت إلى شرير، لكن الذي يهمني بالمقام الأول أن أؤدي شخصية بني آدم من لحم ودم. قد يكون شريرًا وقد يكون خيرًا لا يهم، المهم أنه من لحم ودم.

معروف أن لديك معايير خاصة في انتقائك لأعمالك..

النص والمخرج وشركة الإنتاج، هم الثلاثي الذي يبدأ به النجاح. وكل استسهال هو خطوة نحو الفشل؛ بمعنى أن لدى منظومة من المعايير إذا لم تتوافر جميعها في العمل أرفضه على الفور.

 

حذر إعلامي

 

الظهور النادر لا يعني الغرور، بل قد يعني عكس ذلك ، عبر جمال سليمان عن قلة ظهوره في الإعلام، مشيراً إلى أن المرء يطل على الناس إعلاميًا عندما يكون لديه ما يقوله ويعتقد أنه من المفيد مشاركته مع الناس. غير ذلك ليس للظهور الإعلامي بالنسبة إليّ أي معنى. في الماضي كنت أحب ألا أرد صحافيًا اتصل بي كي يجري معي لقاء، رغم عدم رغبتي في ذلك.

ولكن من باب المجاملة كنت أجري اللقاء ولكنني بدأت أخفف من ذلك؛ لعدة أسباب: أولها أن تكرار الظهور يؤدي إلى تكرار الكلام الذي مع الوقت يفقد قيمته. وأيضًا لأن بعض الصحافيين ـ للأسف ـ لا يتمتعون بالمهنية المناسبة؛ فأشعر وأنا أقرأ لقائي معهم بعد النشر أن الصحافي التقى مع شخص آخر وليس معي أنا.

فلا الأفكار ولا طريقة صياغتها ولا لغة التعبير عنها تمت لي بأي صلة. وأحيانًا يكون الصحافي أمينًا ومحترفًا ولكن يقرر التحرير أن يجتهد فيضع عناوين للقاء على طريقة لا تقربوا الصلاة يعتقد من وجهة نظره أنها ستشد القارئ .