توفيت، أول من أمس، بالعاصمة المصرية القاهرة، الفنانة وردة الجزائرية، صاحبة الصوت الذي شكل علامة بارزة في الغناء العربي، وحازت على قمة ألقها في الثمانينات والتسعينات، وذلك إثر أزمة قلبية أصيبت بها في منزلها، بحسب مصادر من العائلة. وأفادت المصادر ذاتها ان جثمانها سينقل الجمعة الى الجزائر لدفنه في موطنها، وسيرافقه ابنها.
طائرة جزائرية
وقد وصلت إلى القاهرة أمس، طائرة عسكرية قادمة من الجزائر لنقل جثمان الفنانة الراحلة، من أجل دفنه بالجزائر، وقالت مصادر بمطار القاهرة إنه فور وصول الطائرة العسكرية تم إنهاء إجراءات دخول طاقم الطائرة للحصول على راحة تمهيدا لإقلاع الطائرة بعد صلاة الجمعة وعليها الجثمان متوجهة للجزائر لدفنه هناك. وكان التلفزيون الجزائري أعلن، أول من أمس، الخميس عن وفاة الفنانة وردة الجزائرية بأحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز 73 عاما. وأوضح أن جثمان وردة الجزائرية سينقل الجمعة إلى الجزائر، حيث سيوارى الثرى اليوم في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية.
البدايات
ولدت وردة الجزائرية (واسمها الحقيقي وردة فتوكي) في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية وبدأت الغناء في باريس تحت اشراف الفنان التونسي الراحل الصادق ثريا في النادي الذي كان يملكه والدها. وغنت فيه لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، قبل تقديم اغان خاصة بها من الحان استاذها الصادق ثريا، كما اشتهرت بأغانيها التي لحنها لها بليغ حمدي.
وتألقت في مصر حين دعاها المنتج والمخرج حلمي رفلة لتمثل في فيلم "المظ وعبده الحمولي"، حيث قامت بدور المظ أمام المطرب عادل مأمون. كما غنت في هذا الفيلم اغنية "يا نخلتين في العلالي يا بلحهم دوا" و"روحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله" ما كان من اسباب شهرتها في مصر والعالم العربي. كما اختارها الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب للمشاركة في أوبريت "وطني الأكبر" الأوبريت الذي شكل اول تعبير غنائي يشكل اطاراً وجدانيا عربيا فنيا يعبر عن البعد القومي للمشروع الناصري في المنطقة العربية.
مسار الفن
عادت الراحلة وردة الى الجزائر بعد انتصار الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي، حيث تزوجت هناك قبل ان تعود الى مصر عام 1972، حيث شدت بمجموعة من الأغنيات التي اصبحت من الأغنيات التي يتبارى المطربون والمطربات على ادائها. كما شاركت في فيلم مع رشدي اباظة بعنوان "اميرة العرب" وفيلم ثان مع حسن يوسف "حكايتي مع الزمان" وفيلم "ليه يا دنيا" مع محمود ياسين وصلاح السعدني وفيلم "اه ليه يا زمان" وفيلم "صوت الحب" وغيرها من الافلام التي التقت بها مع نجوم السينما المصرية في حينه.
وصعدت الى الذروة بعد لقائها مع الموسيقار بليغ حمدي وزواجهما، حيث أدت مجموعة مهمة من الاغاني ومن بينها اغنية شاركها بليغ اداءها وهي "روح عد حبات المطر". ويحفل رصيد وردة الجزائرية بعدد كبير من الاغاني ذائعة الصيت في العالم العربي. قدمت اول مسلسل لها على التلفزيون عام 1977 بعنوان "اوراق الورد" وكان ثاني مسلسل تشارك في بطولته مسلسل "آن الاوان" عام 2006 وكان هذا المسلسل لقى انتقادات كثيرة في حينه وقد سجلت عليه ملاحظات كثيرة حيث تأثر اداؤها بسبب الاجهاد الذي كانت تعانيه إثر اجرائها عملية لزرع الكبد في فرنسا.
أمجاد
توقفت وردة عن الغناء لسنوات، قبل أن تعود مجددا في التسعينات مع الملحن صلاح الشرنوبي في ألبومي "بتونس بيك" و"حرمت أحبك"، اللذين حققا نجاحا كبيرا، وأعادا إلى الأذهان أمجاد وردة في السبعينات والثمانينات، كما قدمت مسلسلا تليفزيونيا بعنوان "آن الأوان" لكنه لم يحقق نجاحا واسعا. وكان آخر عمل قدمته الفنانة وردة الجزائرية أغنية وطنية بعنوان "مازال واقفين" قدمتها مؤخرا بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال بلدها الجزائر.
