كشف "مسبار استطلاع المريخ" التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" عن أن حقول الكثبان الرملية على سطح الكوكب الأحمر تتحرك على نطاق واسع للغاية، يكاد يضاهي نطاق حركة نظيرتها على كوكب الأرض.
وقالت مجلة "ساينس ديلي"، في تقرير نشرته أخيراً، إن هذا الاكتشاف لم يكن متوقعا، لأن الغلاف الجوي للمريخ أقل سمكاً من نظيره الأرضي، وكثافته تعادل 1% من كثافة الأرض، ورياحه عالية السرعة أقل شيوعاً وقوة من الرياح على كوكب الأرض.
ولسنوات عدة، تجادل الباحثون حول ما إذا كانت الكثبان الرملية الموجودة على سطح المريخ عبارة عن تضاريس حفرية تعود إلى مناخ غابر، وليست نشطة حاليا. ولكن خلال العامين الماضيين، تمكن الباحثون، باستخدام صور التقطت بواسطة "مسبار استطلاع المريخ"، من رصد تحركات رملية على سطح هذا الكوكب.
وفي دراسة جديدة، نشرت نتائجها في مجلة "الطبيعة" الإلكترونية، وجد الباحثون أن الكثبان الرملية، التي تبلغ من السمك 200 قدم (61 مترا)، تتحرك بأكملها كوحدات متماسكة عبر كوكب المريخ.
اكتشاف مثير
وقال دوغ ماكويستشن، مدير "برنامج استكشاف المريخ" في "ناسا": "إن هذا الاكتشاف المثير سيفيد العلماء الذين يحاولون فهم الظروف المتغيرة لسطح المريخ على نطاق أكثر عالمية. ومن شأن هذا الفهم الأفضل للديناميات السطحية أن يوفر معلومات هامة فيما يتعلق بالتخطيط لبعثات روبوتية وبشرية مستقبلية لاستكشاف المريخ."
وقام الباحثون بتحليل صور قديمة وأخرى حديثة باستخدام أداة برمجية جديدة تم تطويرها في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة. وعمدت الأداة إلى قياس التغيرات في مواقع التموجات الرملية، مظهرة أن سرعة تحرك التموجات تزيد مع ارتفاع موقعها من الكثيب. ودرس الباحثون مجموعة من الصور التقطت لحقل الكثبان الرملية المعروف باسم "نيلي باتيرا".
والذي يقع بالقرب من خط استواء المريخ، في عامي 2007 و2010. ومن خلال ربط حركة التموجات بموقعها من الكثبان الرملية، أظهر التحليل أن الكثبان الرملية تتحرك بكاملها. وهذا يمكن الباحثين من تقدير حجم التحرك الرملي.
