رغم تعطش الجمهور إلى دراما تعبر عن همومه وتلامس واقعه، إلا ان ما يتابعه لا يواكب دائماً المستوى الذي يبحث عنه، فإن أحب مسلسلاً ما صار حديثه الدائم، وإن لم يتقبله أمطره بالانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن تعلقه الكبير وتوقه إلى مشاهدة الدراما التركية التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ فترة بسيطة.
جعلت صناع الدراما الخليجية والمنتجين في موقف محرج، لأن ما يضخونه من أعمال فنية لا يرقى إلى منافسة المسلسلات التركية من وجهة نظر الجمهور، الذي يتمنى منهم الاهتمام بالنصوص والتسويق والديكور والابتكار، لأنها فيتامينات تزيد فرص تفوق الدراما الخليجية على التركية في المستقبل.
المسكوت عنه
يقول عباس فرض الله، موظف: الدراما الخليجية عموماً لا تناقش القضايا المسكوت عنها، وتكرر نفسها معتمدة على أفكار مترهلة في بنائها الدرامي، ونصوص ضعيفة تارة ومفلسة في كثير من الأحيان تارة أخرى، إضافة إلى انها لا تزال أسيرة الفلل ومراكز التسوق وصالونات التجميل والسيارات الفارهة، عكس الدراما التركية التي تستغل الطبيعة الخلابة وصولاً إلى المشاهد العربي.
وتهتم بالديكورات الداخلية أثناء التصوير. وأضاف: معظم المؤسسات الإعلامية الخليجية لا تدعم الأعمال الفنية التي تعكس واقعها، حتى إنها لا تهتم بتسويقها، الأمر الذي يفقد المشاهد الخليجي الثقة بالدراما الخليجية.
وقالت مريم المدني، طالبة جامعية: تحتاج الدراما الخليجية إلى من ينفض قصص الحزن عنها، وبالنسبة لي فقد مللت القصص المؤلمة لدرجة أنني أصبحت قادرة على التنبؤ بأحداث أي مسلسل خليجي أتابعه. وأضافت: لا أثر لعنصري التشويق والابتكار في الدراما الخليجية، وأعتقد أن مسلسل «بين الماضي والحب»، أفضل ما طرح على شاشة التلفزيون، إضافة إلى أنه لا يقل أهمية عن أي مسلسل تركي يعرض حالياً.
غياب المصداقية
أما محمد إبراهيم عبدالله، موظف، فقال: غياب المصداقية في الدراما الخليجية، أمر مزعج حقاً، فالاعتماد على ممثلين عرب غير موهوبين ولا يتقنون اللهجة الخليجية، أفقدها وزنها وثقة الجمهور بها. واستطرد قائلاً: أنانية كثير من الممثلين وحرصهم على الظهور، يدفعهم للمبالغة وتفضيل أنفسهم على المشهد الذي يؤدونه، فمن غير المنطقي أن تصحو الممثلة من النوم في أحد المشاهد .
وهي بكامل أناقتها ومكياجها، أو أن يكون البطل رومانسيا وصاحب تاريخ في الإجرام أو المشكلات بالوقت نفسه، وأتمنى من المنتجين الاهتمام بتلك التفاصيل حتى لا تضيع جهودهم هباء، ونصبح قادرين على منافسة الأتراك.
ارتباط بالواقع
وأوضح محمد أنه يتمنى أن تنتج الدراما الخليجية، أعمالاً فنية لا تقل أهمية عن مستوى مسلسل «درب الزلق»، وقال: على الرغم من بساطة ديكور «درب الزلق» إلا انه لا يزال من أجمل وأروع المسلسلات التي عرضت، لاعتماده على ممثلين متمكنين وارتباطه بالواقع. وقال مانع حسين، طالب جامعي: تنوع مواضيع الدراما التركية فريد وممتع.
حيث تعرض قصص الحب والعاطفة في إطار درامي شيق، وتركز على غرس صورة نموذجية للعلاقة بين المرأة والرجل، القائمة على الاحترام المتبادل تحت أي ظرف، في ذهن المشاهد، والدليل على ذلك، خلو معظم المسلسلات التركية من مشاهد الضرب والإهانة، على عكس الدراما الخليجية التي تظهر فيها المرأة في كثير من الأحيان مقهورة ومظلومة ومعنفة، إما من قبل أسرتها أو زوجها، ويظهر فيها الزوج إما ظالماً أو مدمناً أو «راعي حريم».

