تمكن باحثون في جامعة "كيس ويسترن ريزرف" بالولايات المتحدة من تطوير سلاسل نانوية تتسلل إلى الأورام السرطانية، وتقوم بتفجير عقار كيميائي في أماكن يصعب الوصول إليها من السرطان.

وذكرت صحيفة "ساينس ديلي" الأميركية، في تقرير نشرته أخيراً، إن اختبارات أجريت على الجرذان والفئران أظهرت أن هذه التقنية، مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، قضت على عدد أكبر بكثير من الخلايا السرطانية، وكبحت نمو الورم بشكل أفضل، وأخرت الوفاة بالمرض لمدة أطول.

وعلاوة على ذلك، فإن الكمية التي استخدمها نظام التوصيل المستهدف من عقار"دوكسوروبيسين" كانت أقل بكثير من تلك المستخدمة في العلاج الكيميائي التقليدي، ما ساهم في تجنيب الأنسجة السليمة التعرض للمواد السامة.

 

تقنيات نانوية

وقال إفستاتيوس كاراثاناسيس، الذي قاد فريق البحث: "لقد تم استخدام تقنيات نانوية أخرى من أجل إدخال عقار ما إلى داخل ورم سرطاني. إلا أن العقار، بمجرد دخوله من الباب، كان يبقى واقفاً هناك، تاركاً معظم المبنى على حاله. وقد استخدمنا نحن نوعاً مختلفاً من تكنولوجيا النانو لتهريب العقار إلى داخل الورم وتفجير القنبلة، لكي ينطلق العقار بشكله الحر، وينتشر في جميع أنحاء الورم".

وأشارت المجلة الأميركية، في تقريرها، إلى أن مفتاح نظام التوصيل الجديد يتمثل في ذيل قنبلة ال"دوكسوروبيسين". حيث أخذ أعضاء فريق كاراثاناسيس حبيبات نانوية مغناطيسية مصنوعة من أكسيد الحديد، وعدلوا أسطحها لكي ترتبط كل حبيبة بجارتها. ثم عمدوا إلى توصيل ثلاث حبيبات معاً، وربطها كيميائيا بكرة حويصلية مليئة بالعقار.

 

نوع عدواني

وقاموا بعد ذلك بحقن نماذج من الجرذان والفئران بالسلاسل النانوية، التي لم تحمل أكثر من 5% إلى 10% من كمية ال"دوكسوروبيسين" المستخدمة في العلاج الكيميائي القياسي.

وبدأ الباحثون تجاربهم على نوع عدواني من السرطان انطلاقاً من اعتقادهم بأن هذه التقنية لو أظهرت أنها مجدية مع الأمراض السرطانية الأقل قابلية للعلاج، فإنها على الأرجح ستجدي نفعاً مع الأنواع الأخرى.

وفي اليوم التالي، وبعد أن تسللت السلاسل النانوية من مجرى الدم، وتجمعت في الورم، وضع الباحثون ملفاً لولبياً خارج النماذج الحيوانية، بالقرب من الورم. وعندما مرت الكهرباء عبر الملف اللولبي، تولد مجال من الترددات اللاسلكية، مما تسبب في اهتزاز الذيول المغناطيسية، وبالتالي انفجار الكرات الحويصلية.