من مسلمات الأمور ان لا يهم انسان بعمل ما إلا وهو مدرك تماما لماذا قام به وإلى ماذا يهدف. لكن بعض القراء ربما يكون لهم رأي مختلف مع بعض الفنون خاصة التي تعتمد على البصريات والألوان , والتي أحيانا ربما يجمع نصف سكان الكرة الأرضية على ان هذه اللوحة او الصورة غير مفهومه حتى من قبل صاحبها ، وبالتأكيد كانت لك تجربة مشابهة عزيزي القارئ.

لكن الحقيقة هي أن لكل عمل فني أهداف ومعانٍ ربما تذهل الباقين إذا عرفت وكم من عمل فني رائع بذل فيه صاحبه الجهد الجهيد وربما كلفه أموالا عدا عن الوقت ومع ذلك لا يقدره إلا أعداد قليلة على مستوى العالم ربما لا يتجاوزون كنسبة مئوية الفواصل العشرية ، على عكس باقي الفنون التي ممكن أن تمثل لغة يفهمها واتفق عليها العالم أجمع كالتمثيل والغناء .

من هذا الجانب برزت مؤخرا أهمية تعليق او شرح الصورة وهو مصطلح متفق عليه إعلاميا وصحافيا لكن بشكل عام شرح الصورة هو العلاج الانجح لصعوبة قراءة الاعمال الفنية لدى الجمهور العادي الذي ربما يتفهم جمالية الصورة ويتذوق لمساتها لكن لو علم بعض تفاصيلها لاختلف الوضع ربما كليا .

والتفاصيل التي نتحدث عنها نوعان ، الأول تفاصيل مادية وأهمها ظرفا المكان والزمان الذي أحيانا نقف أمام عمل نبحث في جزئياته عن تفاصيل ترضي فضولنا في معرفة أين التقطت هذه الصورة ، وربما زمان التقاط الصورة يجعل لها قيمة فنية مرتفعة في حين لو تأخر عرضها مثلا لما عاد لها قيمة من الأساس .

وأما النوع الثاني من التفاصيل فهي تفاصيل معنوية لها شروط منها عدم الإسهاب في الشرح والابقاء على التعابير الفنية لتوائم الحالة العامة التي ينقلها صاحب العمل للمتابعين والتي غالبا تخاطب العواطف بالتالي يجب أن يكون الوصف المعنوي مواكبا لتلك المشاعر والعواطف .

اخيرا دعونا نقول أن معرفة سبب الصورة ينطبق عليه مقولة إذا عرف السبب بطل العجب وذلك كون بعض الصور تفوز بجوائز عالمية ولا تلقى ذلك الترحيب الجماهيري العام ومن تجربة أقولها لك عزيزي القارئ فقط دع الجمهور يستمع لشرح عن العمل لمدة أقل من دقيقة فربما تختلف نظرته السابقة كليا ، بالمختصر غاية المصور من عمله .. تبرر الصورة !

 

فلاش

الصورة المناسبة هي الصورة التي تجذبك إليها دون حتى ان تقرأ عنها كلمة واحدة , ولا تعرف أصلا من هو صاحبها, ولا أين التقطت ، انت فقط عليك ان تقف أمامها ، لتقرأ ما لا يمكن أن تخطه الأقلام مهما بلغت مكانتها الأدبية وقدرتها على الصياغة التعبيرية كل ذلك نعرفه لكن يبقى علينا أحيانا أن نراعي الفوارق الكبيرة التي ينقسم فيها المجتمع في نظرته تجاه الاعمال الفنية وهي درجة الفنان ، والمتذوق للفن ، وأخيرا غير المتذوق ومن وجهة نظري إذا كنت تحترم عملك عليك ان تحترم جمهورك والفنان لا يختار جمهور ولا يكتفي بعدد محدد منهم !

 

قسم الإعلام

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم

الدولية للتصوير الضوئي

media@hipa.ae