أمضى الجمهور الذي حضر أمسية (الميكروفون المفتوح) أول من أمس، وقتاً نوعياً انتشلهم من تفاصيل حياتهم اليومية، ليعيشوا لأكثر من ساعتين كأسرة كبيرة في قاعة غاليري "ترافيك" بمنطقة القوز في دبي، حيث جلس الجميع كيفما اتفق على الأرائك والكراسي بجوار بعضهم البعض كأنهم في بيت أحد الأصدقاء، ليتابعوا فقرات الأمسية التي حملت لهم منها ما يبهج القلب والفكر والروح، والتي كانت ثمرة التعاون بين "ترافيك" ومؤسسة "ذا فريدج" الموسيقية.
مواهب فنية
صعد على خشبة المسرح المتواضع في صدر القاعة، أصحاب المواهب الفنية سواء في بداية مشوارهم أو في طريقهم إلى الاحتراف، ليقدموا أمام الحضور بتواضع وعفوية ومضات من إبداعاتهم، التي أثارت دهشة الحاضرين لينهي كل مشارك فقرته بتصفيق حاد ومطالبة بالمزيد.
فرق منوعة
استهلت فقرات الأمسية مع مقطوعتين موسيقيتين عزفها ثلاثة شباب على آلتيّ الغيتار والتشيلو وحملت فرقتهم التي شكلوها في دبي اسم (جيبسي سوينغ بروجيكت). وعلى أوتار الكلمات ومعانيها استمع الحضور لقصيدة الفنانة المصرية رانية عزت (ثورة داخلية) بالانجليزية التي تتناول رحلة البحث عن النفس من براءة الطفولة إلى المشاعر الطفيلية كالغرور والتكبر والتسامح. وعودة إلى الموسيقى مع كمال مسلم الذي عزف على عوده الكهربائي المطور بمصاحبة عازف التشيلو السابق وعازف الطبلة، ليقدم معزوفتين من الغرب والشرق على تقاسيم عوده.
عوالم جديدة
وأخذت المغنية نورا صداقات الحضور بصوتها القوي ومهاراتها إلى عوالم جديدة بين الجاز والأوبرا، حيث ركبت من أي صوت أصدره أحد الحاضرين، جملاً غنائية لا حدود لأبعادها. ومن عالم الموسيقى إلى الضحك مع الكوميديان الأميركي الضخم أندريه رينولدز الذي يعمل مدرساً في العين، ومنه إلى الموسيقى مجدداً مع الفنان. أما مفاجأة الحفل التي امتلكت قلوب الحضور، فكانت الشابة السعودية هالة علي التي ألقت قصيدة (خليج إيمان) بالإنجليزية، والتي تجلى فيها قدراتها الإبداعية سواء في الشعر، أو الأداء، أو التلاعب بإيقاع صوت الكلمات، لتأخذهم من جغرافية ومنظومة إلى أخرى، لتعود إلى جوهر الإنسانية وتتألق ومعها الحضور بعمق المعاني والروح والفكر، التي دفعت الجميع إلى الضحك تارة، ومسح الدموع تارة أخرى، والتصفيق لزمن طويل في النهاية. ويجدر الذكر أن ما ساهم في صقل موهبة هالة وقدراتها نشأتها وعيشها بين ثقافتي الشرق والغرب.
عزف على الغيتار
عاد الحضور إلى هدوئه بعد تأجج المشاعر، مع الفنان البريطاني أبول الذي غنى مع عزفه على الغيتار أغنيتين من كلماته. وتلاه الشاب الآسيوي بيتلبوكس راي، الذي قدم عزفاً موسيقية لفرقة بحنجرته وحدها. وهو الفن الذي ظهر في الغرب وحقق شعبية واسعة لما يحمله من مهارات صوتية، ليشعر المشاهد أنه أمام فرقة موسيقية للإيقاعات على الرغم من أنها تصدر من حنجرة راي. وعودة للكلمة مع الطالبة نامال صديقي التي قرأت قصيدتها الأخيرة التي تبحث فيها معاني الحياة، وأخيراً مع المؤثرات الصوتية لوولف باكستان.
السوق المفتوح
غاليري (ترافيك) الذي نظم الحفل، يقيم ضمن برنامجه الشهري الذي يضم العديد من الورش الفنية والفعاليات المنوعة، فعالية "السوق المفتوح" التي يشارك فيها الراغبون في بيع ومبادلة مشغولاتهم وحوائجهم من الكتب إلى الألبسة والإكسسوارات واللوحات وغيرها، والذي يستمر حتى يوم السبت 21 يناير الساعة 9 مساء.

