كشفت دراسة قام بها فريق من العلماء الدوليين الذين يعملون في وسط المحيط الهادئ أن أنواع المرجان التي تمكنت من تحمّل الإجهاد الحراري في الماضي سيكون لها القدرة على الأرجح على تحملها في المستقبل. وقالت مجلة "ساينس ديلي" الأميركية، في تقرير حديث لها، إن الدراسة تمهّد الطريق نحو خارطة طريق مهمة بشأن آثار الاحتباس الحراري على المحيطات، وسوف تساعد العلماء على تحديد الأماكن والمواقع التي تكون الشعاب المرجانية فيها أكثر تكيفاً مع التغير المناخي.
ويقول سايمون دونر، الاستاذ المساعد بقسم الجغرافيا بجامعة كولومبيا البريطانية والمشارك في كتابة الدراسة ومنظم الرحلة الميدانية: "لقد بدأنا تحديد أنواع بيئات الشعاب المرجانية التي من المرجح أن تبقى فيها في المستقبل. تشكّل البيانات الجديدة أمراً بالغ الأهمية للتنبؤ بمستقبل للشعاب المرجانية، وبالنسبة لتخطيط الطريقة التي يتعامل بها المجتمع في المستقبل".
تبييض المرجان
وأشارت المجلة إلى أنه عندما ترتفع درجة حرارة المياه بشدة، فإنه يتم طرد الطحالب الصغيرة المسؤولة عن تلوين الشعاب المرجانية والمصدر الرئيسي للغذاء. هذه الظاهرة، التي تعرف باسم تبييض المرجان، يمكن أن تؤدي إلى هلاك الشعاب المرجانية.
وفي ظل التوقعات بارتفاع درجات حرارة سطح البحر في المناطق المدارية بنسبة درجة إلى ثلاث درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي، يقول الباحثون إن الشعاب المرجانية قد تكون أكثر قدرة على تحمل الارتفاع المتوقع في درجة الحرارة في الأماكن ذات الإجهاد الحراري الأكثر شيوعاً بشكل طبيعي.
وسوف يعود ذلك بالنفع على الملايين من جميع أنحاء العالم الناس الذين يعتمدون على الشعاب المرجانية للحصول على القوت وسبل العيش، على حد وصف الباحثين. تقول جيسيكا كارالي، الباحثة في معهد أبحاث البيئة التابع لمنظمة العلوم والتكنولوجيا النووية في استراليا: "حتى وقت قريب، كان من المفترض على نطاق واسع أن تهلك الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم بسبب دفء المحيطات نتيجة للتغير المناخي".
وأضافت: "سيكون لذلك عواقب وخيمة للغاية، ذلك أن فقدان الشعاب المرجانية الحية، الذي لوحظ بالفعل في أجزاء من العالم، يقلص مواطن الأسماك والشعاب المرجانية بشكل مباشر".
خط الاستواء
وقد أجرت كارالي ودونر الدراسة في مايو من عام 2010 في جزيرة كيريباتي بالمحيط الهادئ، بالقرب من خط الاستواء. ويعد مناخ جزر كيريباتي ملائماً لاختبار النظريات بشأن تجربة المناخ في الماضي، لأن شعابها المرجانية جاءت من خلال موجات الحرارة بفعل ظاهرة النينيو المناخية، في حين أن الشعب المرجانية في الجزر البعيدة عن خط الاستواء تعد أقل تضرراً. وقام الباحثان بتحليل معدلات نمو المرجان الهيكلي ومخازن الأنسجة الدهنية، لمقارنة مدى استجابة الشعاب المرجانية من مناطق مختلفة لنمطين من عملية تبييض المرجان وذلك في عامي 2004 و 2009.
