كانت أشبه بليلة من ليالي ألف ليلة، تجلت فيها الموسيقى والكلمة الملحنة، وجمعت ثلاثة من عمالقة الفن العراقي هم المغني كاظم الساهر والمغني حاتم العراقي والمغنية شذى حسون، والذين هزوا بأصواتهم أركان مركز دبي التجاري العالمي أول من أمس في حفل نظمته شركة روتانا للصوتيات والمرئيات وبرعاية شركة سوني موبايل التي كافأت أحد الحضور بهاتف اكستيرا إس الجديد. في تلك الليلة التي كانت واحدة من ليالي "روتانا دبي" غنى الثلاثي طويلاً، وتحولت بأغنياتهم إلى ليلة عراقية بامتياز ضجت فيها ايقاعات الطبول العراقية والدفوف، وتعمق فيها الموال العراقي الذي أطرب الحضور والذي ملأ القاعة.

 

حفل ساهر

الحفل الساهر كما فضلت روتانا أن تطلق عليه، افتتح بصوت المغنية شذى حسون، والتي أطلت من خلف المسرح بفستان أسود براق، وقدمت في فقرتها مجموعة من أغنياتها الحديثة، وكذلك مجموعة من أغنيات التراث العراقي، وتمكنت بدلالها أن تحرك عواطف الجمهور الذي تفاعل معها كثيراً خاصة في أغنية "جنة جنة" وأغنية "عمي يا بياع الورد" التي تعد من أشهر أغنيات التراث العراقي .

وفيها فضلت أن تختم فقرتها. وقبل مشاركتها في الحفل كانت حسون قد شاركت في برنامج "يا هلا" الذي يعرض على شاشة روتانا خليجية، حيث كانت اطلالتها الأولى من خلاله. كما كانت قد توجهت إلى متابعيها من خلال حسابها على موقع تويتر الاجتماعي لمساعدتها في اختيار الفستان الذي أطلت به في الحفل.

وتنوعت الردود التي استقبلتها حول لون الفستان، فجاءت الردود مشجعة للون الأزرق والذهبي والأحمر والوردي والكحلي، وبعد مرور ساعات على طلبها عادت إلى جمهورها وكتبت: "اخترت الفستان، يارب تحبونه"، لتفاجئ الجميع في الحفل بفستان أسود براق.

 

مواويل حاتم

وما إن خرجت شذى من المسرح حتى أطل المغني حاتم العراقي، والذي بدأ فقرته بموال "صدفة" الذي أظهر فيه مدى قوة صوته ليحرك من خلاله عواطف الجمهور الذي صفق له طويلاً. تميز حاتم في الحفلة في طريقة اختياره للمواويل التي اعتاد أن يسبق بها أي أغنية، وما أن انتقل إلى أغنية "هلا ويا نور عيني" حتى تمكن من إشعال الجمهور رقصاً وتمايلاً على إيقاعاتها.

وقد حاول من خلال أغنياته أن يعيد إلى الأذهان الطرب العراقي، خاصة وأن حاتم كان أخيراً قد طرح ألبوماً غنائياً حمل عنوان "ذكرناكم" والذي ضم 18 أغنية منوعة جمع الألوان الغنائية العربية العراقية والخليجية والمصرية.

وفي ألبومه الجديد قدم حاتم اللون العراقي الجميل من خلال إحياء للموروث والفلكور الطربي الشعبي، لاسيما المواويل العراقية التي تشتهر بها العراق، كذلك يقدم الفنان حاتم العراقي في هذا الإصدار إحدى روائع نجم الأغنية العراقية الكبير سعدون وهي "هلا نورة" وفاء للنجم العراقي الكبير.

 

إطلالة الساهر

التصفيق الذي استقبل به الجمهور فرقة كاظم الساهر بمجرد دخولها إلى المسرح كان بمثابة إشارة منه إلى طول انتظاره لإطلالة الساهر الذي عينه الجمهور قيصراً على قلوبهم، وما أن أطل على المسرح حتى بدأ وصلته الغنائية، بأغنيته المعروفة "آه حبيبي" والتي على إثرها وقف الجمهور لاستقباله بالهتاف والتصفيق.

ومنها انتقل إلى أغنية "يا ناس"، ليبحر من بعدها في شعر نزار قباني في اغنية "يا مستبده"، ليعبر بالجمهور من بعدها الى شاطئ الفن من خلال أغنيته "عبرت الشط". الساهر فضل في ليلته الخروج عن النص، حيث استمع إلى الجمهور وطلباته، وقال مخاطباً إياهم: "أنا راح اغني اللي تطلبونه"، وبهذه الكلمات فتح الساهر المجال أمام الجمهور لينهال عليه بالطلبات، والتي غلبت عليها أغاني "زيديني عشقاً" و"مدرسة الحب" وغيرها. ورغم موافقته على استقبال الطلبات إلا أنه رفض استقبال الهدايا من بعض المعجبات اللواتي حاولن إيصالها له، ومنعها رجال الأمن من الوصول إلى الساهر.