يبدو أن عفوية كبار السن تغلبت على براءة الصغار، واستطاعت أن تسحب بساط «الفيديو كليبات» من تحت أقدامهم بجدارة، ويظهر ذلك جلياً من خلال متابعة الفضائيات، حيث أصبحوا الذارع اليمنى لنجاح المغنين والمغنيات في «الفيديو كليبات»، فمَنْ منا لا يذكر الضجة الإعلامية التي أحاطت بالمغنية ديانا حداد عند إطلاقها «فيديو كليب» أغنية «يا عيبو»، بغض النظر عن الانتقادات السلبية التي تعرضت لها، ومن يستطيع أن يرى «فيديو كليب» أغنية «ريتني» للمغني فارس كرم، ولا يردد كلام السيدة التي جسدت دور الجدة، وهي تقول له باللهجة اللبنانية، «يا أبو فارس، تعا شوف ابنك شو عامل يا دلي أنا، طالع لجدك منزوع»، ومن لا يشاهد «فيديو كليب» أغنية «شيخ الشباب» للمغنية نانسي عجرم، ولا يضحك عند سماعه العبارة التي قالتها السيدة التي جسدت دور الجدة وهي تقول «انقبري عالشغل لشوف».
لا حس ولا خبر
وبما أن «فيديو كليب» أغنية «لا حس ولا خبر» للمغني الإماراتي منصور زايد، هو أحدث «الفيديو كليبات» التي اعتمدت على خفة دم كبار السن لتحقيق الانتشار والرواج، بما ينسجم مع قصة الكليب التي تدور بشكل أساسي حول استعانة منصور بالناس لإرضاء حبيبته، فلا بد من الإشادة بذكاء المخرج ياسر الياسري، وقدرة الكليب على جذب المشاهدين لمتابعته منذ بدايته وحتى نهايته، حيث أجبرنا، عن طيب خاطر، على الجلوس أمام شاشة التلفزيون لرؤية الجزء الأخير الذي يُعد الأكثر طرافة على الإطلاق، لأن بطله عجوز كان يجلس خلف مكتبه، ويبدو أنه كان يحاول مصالحة زوجته مستعيناً بمنصور زايد، حيث اتصل بها لتسمع أغنيته «لا حس ولا خبر»، وأخذ يتمايل ويرقص على أنغامها بشكل كوميدي وعفوي، وقد ذكرني ذلك المشهد تحديداً بوالدي حين يستمتع بسماع إحدى الأغنيات في المنزل، لأنه يقوم بعمل الحركات نفسها ليلطف الأجواء على طريقته الخاصة.
وقار كبار السن لا يعني أنهم أشخاص جامدون، وذلك العجوز على الرغم من صغر حجم الدور الذي جسده، إلا أنه ساهم في ترسيخ اسم منصور أكثر في أذهان المشاهدين، كما زاد من طرافة القصة العامة للكليب.
