لم يكن اختيار المغني اللبناني راغب علامة، والمغنية الإماراتية أحلام، والموسيقي المصري حسن الشافعي، ليشكلوا معاً لجنة تحكيم برنامج «أرب آيدل»، الذي عرض على شاشة «إم بي سي»، وانتهى أول من أمس بتتويج المصرية كارمن سليمان بلقب «محبوبة العرب»، بحضور المغنية التونسية لطيفة، قراراً صائباً، إذ لم يفلحوا إلا بإشعار الجمهور بأن هناك نوعاً من العداوة والغيرة بينهم، الأمر الذي سلط الأضواء على عيوبهم وجعلها طرائف العام بامتياز، فضلاً عن أن شهرتهم ومشاحناتهم الكلامية مع بعضهم البعض، واستعراضاتهم التي لم يكن لها داع أمام ملايين المشاهدين، منذ بداية عرض البرنامج وحتى آخر حلقاته، جميعها كانت السبب الوحيد في نجاح البرنامج بجدارة، وليس المشتركين الذين تبين لاحقاً أنهم محترفون وليسوا هواة، وأن لبعضهم سجلات فنية ترفع لها القبعة تقديراً واحتراماً.
هل هذه أحلام؟
لا يختلف اثنان على قوة الشخصية التي تتمتع بها أحلام أو الملكة أحلام كما كان يسميها مقدم البرنامج عبدالله طليحي، ومما لا شك فيه أنها مغنية من الطراز الرفيع ولها شهرتها، ولكن ذلك لم يكن كافيا وأوقعها في مطبات محرجة أمام ملايين المشاهدين، إذ يظهر مقطع فيديو على يوتيوب تناقضها الكبير مع نفسها، ففي مرحلة تجارب الأداء، قالت للمشتركة المغربية دنيا بطمة عندما غنت أغنية حزينة: «ذكرتيني بنفسي.. أنا معروف عني لما بغني حزين ببتسم»، في حين انتقدت المشترك العراقي محمد علوان حين ابتسم وهو يؤدي أغنية حزينة.
وليس هذا فقط، بل وبّخت المشترك التونسي حسن خرباش ووصفت ابتسامته عندما كان في منطقة الخطر إلى جانب المشتركة السورية ناديا المنفوخ والمشترك العراقي محمد علوان، بقمة الفشل، ما أهانه وأحرجه كثيراً.
كذلك فقدت أحلام السيطرة على لسانها في الحلقة التي انتهت بخروج المشترك السعودي محمد طاهر، حيث وصفته بأنه من أقل الأصوات الموجودة في البرنامج، وأنه لم يفلح في تطوير نفسه، وأن الشعب السعودي لو أراد بقاءه لصوت له بقوة.
وبالحديث عن مشاداتها الكلامية مع رئيس لجنة التحكيم علامة، فقد صُدم الجمهور بأسلوبها الهجومي الذي وصفه راغب بالمزاح، ولعل تعليقها الأخير في الحلقة قبل الأخيرة، وقولها له: «إذا ما سكت بخليهم يطلعوك بره»، أذهلنا جميعاً وجعلنا نقول «هل هذه فعلاً أحلام؟».
دهاء راغب علامة
أما راغب علامة، فقد تميز بدهائه الكبير ولباقته المعهودة، الأمر الذي أوحى للجمهور بأن أحلام وحسن الشافعي متحزبان ضده، ومن يعتقد أنه كان يعجز عن الرد على مزاح أحلام الثقيل، فهو مخطئ لأنه كان يريد أن يكسب تعاطف الجمهور معه من خلال مجاملاته، وقد نجح بجدارة، فهو مغن في نهاية المطاف ولا يريد أن يخسر معجبيه أينما كانوا، وقد جاء تعليق الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني في محله، عندما صرح خلال استضافته في أحد البرامج لدى سؤاله عن رأيه في ترؤس علامة للجنة تحكيم «أرب آيدل»، قائلا: «راغب شب طويل، صوته حلو، وبيعرف يحكي».
جيمس بوند
الموسيقي المصري حسن الشافعي، نال إعجاب نسبة كبيرة من الجمهور، نظراً لأخلاقه العالية، ورصانته، وخبرته الكبيرة في مجاله، وابتعاده عن الاستعراض الذي أبدع فيه راغب وأحلام، وانتقاداته الفنية للمشتركين التي كانت في مكانها الصحيح، ولعل لقب «جيمس بوند» البرنامج، الذي نادته به مقدمة البرنامج أنابيلا هلال خلال الحلقة الأخيرة، كان مفصّلا على مقاسه، لأنه كان فعلا رجل «الزنقات» كما وصف نفسه، ففي كل مرة كان يتعارض فيها رأي راغب مع رأي أحلام، كانت ترمى الكرة في ملعب الشافعي ليتحمل مسؤولية خروج أحد المشتركين.
