"أرى أن حال السينما الآن، مثل رجل يسقط من الأعلى ولم يرتطم في الأرض بعد.. أي لا تزال في مشوار السقوط، فمنحنى الفن المصري في رأيي، منحدر إلى السقوط".. بتلك الكلمات عبر الفنان أحمد عبد العزيز في حواره مع "البيان"، عن حال السينما في بلاده، مبررًا أسباب غيابه عنها منذ سنوات طويلة، واتجاهه للتلفزيون الذي قدم خلال أهم أعماله الدرامية.
ما أسباب قلة أعمالك على الساحة الفنية خلال الفترة الماضية؟
أسباب كثيرة وراء هذه القلة في أعمالي، وتتلخص في أنني لا أجد بسهولة الأعمال المناسبة لي، وذات المستوى الفني الذي طالما حرصت على تقديمه، ومع ذلك عندما تأتيني أعمال مناسبة، لا أتردد في الموافقة عليها، كما حدث في مسلسل "حارة خمسة نجوم" الذي أعجبتني قصته.
ماذا عن ملامح هذا العمل والشخصية التي تقدمها فيه؟
وهو عمل من تأليف سيد الغضبان، ومن إخراج أحمد صقر. وتدور أحداثه حول حارة تتميز بموقعها الاستراتيجي؛ لذا يحاول بعض رجال الأعمال شراءها من أجل هدم منازلها وبناء منشآت سياحية خمس نجوم.. أما دوري في العمل فأقوم بدور رجل الأعمال الصغير والشرير الذي تربى في هذه الحارة ونشأ بها، ورغم هذا يساعد رجال الأعمال الكبار على شراء هذه الحارة.
"فرصة "
ألا تخشى من ردة فعل الجمهور من تقديمك لهذه الشخصية الانتهازية؟
على الرغم من أن الجمهور لم يتعود مني على هذه الشخصيات، إلا أنني وجدتها فرصة للخروج من عباءة الأدوار الطيبة التي عرفت بها، فالفنان الحقيقي -في رأيي- لا بد وأن يجسد جميع الشخصيات، سواء الطيبة والشريرة، وكلما أجاد فيها صدّقه الجمهور وأشاد به.
ما رأيك في حال الدراما المصرية في الوقت الراهن؟
الدراما ليست منفصلة عن الفن المصري، فهي كالسينما والمسرح تعاني قلة الإمكانات وعدم وجود صناعة كاملة تحكمها وتحكم توجهاتها، وذلك بالشكل الذي قد يؤدي إلى تدمير الفن المصري في حال استمرار هذا الوضع، ومن ثم على الدولة أن تعيد مساندتها لصناعة الفن، بالشكل الذي يضمن وجود كوادر مؤهلة في هذه الصناعة، إضافة إلى توفير الإمكانات اللازمة وفق أحدث التقنيات العالمية.
"الميدان"
ما هو الدور الذي سيعيدك إلى جمهور السينما مرة أخرى؟
أقوم بتصوير فيلم جديد اسمه "الميدان"، وهو عمل سيأخذ طابع ما حدث في مصر الآونة الأخيرة.. أما عن العمل الذي أتمنى أن أقدمه سينمائيًا، فهو تقديم دور الرئيس الراحل أنور السادات.
ثقة "ثورية"
كيف تنظر إلى مصر بعد مرور أكثر من عام على الثورة؟
هناك رؤى تفصيلية خاصة بتفاصيل الأحداث، وهذه الرؤى التفصيلية تحتاج ربما إلى جلسات عديدة لكي أستطيع شرحها، ولكن هناك رؤية أخرى عامة لما يحدث الآن على أرض مصر، وهي أن هناك ثورة قامت، ومن الطبيعي عقب أي ثورة كهذه.
وهذا يحدث في أي مكان في العالم، أن تظل الأمور متشابكة لبعض الوقت، وغير مستقرة، حتى نعود تدريجيا إلى استقرار هذا الوطن.. أنا على يقين من أن هذه الأوضاع لن تدوم كثيرًا، بل سرعان ما سيستعيد هذا الوطن قوته وينهض من جديد.
هل هناك طريق لخروج مصر من أزمتها الراهنة؟
نحن لدينا مشكلة كبيرة في طريقة تفكيرنا.. فمثلا عندما تُطرح أمامنا عشر نقاط ويكون الاتفاق في أربع نقاط منها فقط، فيجب تفعيل هذه النقاط الأربع المتفقين فيها أولا والعمل عليها، ثم ندرس بعد ذلك نقاط الاختلاف، ولكن ما يحدث -للأسف- هو العكس.
