انطلقت، أخيراً، على مسرح "رويال ألبرت هول" في العاصمة البريطانية لندن، أوبرا "عايدة" للموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي، والمخرج البريطاني ستيفان ميدكالف. وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، في تقرير حديث لها، إنه تم إسناد قيادة أوركسترا "رويال فيلهارمونيك" للموسيقار البريطاني أندرو غرينوود.

 

ممفيس وطيبة

يبدأ العرض بمجموعة من أفراد الكومبارس يتم اتباعها بالمغنية الأوبرالية تشارلوت ميدكالف، التي تجسد دور الروائية إميليا إدواردز مؤلفة كتاب "ألف ميل فوق النيل"، التي كرست أعمالها كروائية فكتورية لتخليد الآثار المصرية القديمة.

وربما يكون حضورها في الأوبرا بمثابة تداخل في الأحداث الأصلية لأوبرا فيردي، والتي تدور بين ممفيس وطيبة وتروي لنا قصة الحب بين عايدة التي كانت إحدى السبايا الحبشيات وقائد الحرس راداميس في الجيش المصري في الحرب التي اندلعت بين مصر واثيوبيا. وعلى الرغم من ذلك، فقد تمت معالجة أحداث الأوبرا بشكل جيد. وبعدة أوجه أخرى، فإن الأوبرا اعتبرت بمثابة عرض تقليدي على نطاق واسع، أظهر العهد الكلاسيكي المتميز مع الالتزام بالحنكة الحماسية. وفيما يمكن أن يعتبر مساحة يصعب على المغنين التعامل معها، فإن الوضوح الذي قدمه المخرج ميدكالف يسمح بالتضارب في المصالح بين الشخصيات الرئيسة في العمل بحيث ظهرت بحماسة غير معهودة.

 

خلفيات مؤثرة

وأشارت "غارديان" في تقريرها إلى أنه على الرغم من أن مسرح "رويال ألبرت هول" يتسم بكونه مكاناً محيراً بالنسبة لأي مصمم ديكور، إلا أن إيزابيلا بايووتر استطاعت إنجاز خلفيات مؤثرة على خشبة المسرح. فقد تم وضع شاشات ضخمة في أكثر من موقع بالمسرح كي تتيح للجمهور متابعة تفاصيل العرض الأوبرالي.

وكانت اللمسة الأكثر بروزاً، والتي استهدفت تقوية تأثير مشهد النصر، هي الصورة المنعكسة التي ضاعفت العدد الهائل للجيش المصري. ولا تكتمل الأوبرا دون المشهد الحقيقي عند هذا المنعطف ولكنها تحتاج إلى غناء من الطبقة العالية على امتداد العمل. يذكر أن الأوبرا العريقة كانت قد أبصرت النور في الرابع والعشرين من يناير عام 1871 بدار أوبرا القاهرة في عهد الخديوي اسماعيل الذي كان قد كلف فيردي بإنجازها آملاً أن تكون جوهر الاحتفالات التي أقامها بمناسبة افتتاح قناة السويس.