مفاجآت عديدة اجتاحت حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام، الذي ينتظره سنوياً عشاق السينما ونجوم الفن السابع، فأولى مفاجآت الحفل الذي أقيم أول من أمس في لوس انجليس، تمثلت في هيمنة فرنسا على جوائز أوسكار 2012 من خلال الفيلم الصامت «الفنان» الذي حصد جائزة أفضل فيلم بالإضافة إلى 4 جوائز أخرى، ليتفوق بذلك على منافسه «هوغو» الذي حصد 11 ترشيحاً خلال ماراثون ترشيحات الأوسكار، أما المفاجأة الثانية فكانت فوز الفيلم الإيراني «انفصال» بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، والثالثة في حضور الممثل ساشا بارون كوهين للحفل مرتدياً بزة عسكرية سبق له استخدامها في فيلم «الديكتاتور» وهو ما أثار حفيظة منظمي الحفل.

 

تحفة فنية

ورغم حمى المنافسة التي أصابت ترشيحات الأوسكار إلا أن النتائج بدت مختلفة تماماً، فقد سبق لفيلم «الفنان» الذي وصلت إيراداته لأكثر من 14 مليون دولار أميركي، أن ترشح لـ 10 جوائز أوسكار حصل على 5 منها هي أفضل فيلم، وأفضل مخرج وأفضل ممثل رئيسي، وأفضل أزياء، وأفضل موسيقى تصويرية، كما سبق له الحصول على جائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، وحصل بطله الفرنسي جيان دوغاردن على جائزة أفضل ممثل، ومؤخراً حصل على جوائز سيزار الفرنسية.

الكثير من النقاد اعتبروا هذا الفيلم تحفة فنية نادرة تستدعي حقبة شديدة الأهمية في تاريخ صناعة السينما، والتي بدأ معها دخول الصوت على الفيلم السينمائي، بعد أن ظل صامتاً يعتمد على سحر الصورة وقدرتها على التعبير، والسرد دون الحاجة للحوار أو المؤثرات الصوتية. أحداث هذا الفيلم الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي تدور في العام 1927 وفي مرحلة فاصلة بين السينما الصامتة، والسينما بعد دخول الصوت عليها. وحتى يدخلك الى هذا العالم، يقدم المخرج ميشيل هازانوفيتش فيلمه بالأبيض والأسود، وعلى طريقة السينما الصامتة أيضاً، حيث نتابع على الشاشة لوحات يكتب عليها القليل جداً من الجمل التوضيحية، مع الاستعانة بموسيقى تصويرية، تصاحب كل الأحداث.

 

إنجاز إيراني

المفاجآت اجتاحت فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية والتي فاز فيها الفيلم الإيراني «انفصال» لمخرجه أصغر فرهادي، ويعد هذا الفوز أكبر وأروع انجاز حققته السينما الإيرانية طوال تاريخها، خاصة وأن «انفصال» تمكن من التغلب على أفلام «رأس الثور» للمخرج ميكائيل روسكام من بلجيكا و»في الظلمة» لأنييزكا هولاند من بولندا و»السيد لزهر» لفيليب فلاردو من كندا. وهو ما دعا المخرج أصغر فرهادي إلى إهداء الجائزة الى شعبه، واصفاً إياه بصاحب الثقافة والحضارة العريقة.

وقد سبق لهذا الفيلم أن حصد مجموعة كبيرة من الجوائز في عديد المهرجانات العالمية ورابطات وجمعيات النقاد السينمائيين المرموقة في مختلف أنحاء العالم، أحدثها جائزة سيزار الفرنسية لأفضل فيلم أجنبي، بالإضافة إلى ثلاث جوائز من حلقة نقاد لندن، وهي أفضل فيلم أجنبي وأفضل كاتب سيناريو (أصغر فرهادي) وأفضل ممثلة مساعدة (سارة بيات)، وكذلك جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة 69 لحفل جوائز غولدن غلوب.

كما خطف جائزة الدب الذهبي في نسخة مهرجان برلين السينمائي الأخيرة، وجائزة أفضل فيلم في مهرجانات سان بطرسبورغ بروسيا وسدني باستراليا ودوربان بجنوب افريقيا ويريفان بارمينيا، وجائزة أفضل فيلم في رأي الجمهور في مهرجان ملبورن باستراليا وأفضل فيلم في القسم الفرعي لمهرجان سان سباستيان باسبانيا.

وأفضل فيلم في رأي الجمهور في مهرجان فانكوفر، والجائزة الخاصة لهيئة التحكيم في مهرجان أبوظبي السينمائي، فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة لفيلم «رانجو» للمخرج جور فيربينسكي، وكان هذا الفيلم قد فاز بعدد كبير من الجوائز الأخرى من بينها جائزة الأكاديمية البريطانية للسينما وفنون التلفزيون (بافتا).