دخلَ الفنَ عبر نوافذ صغيرة إلا أن موهبته الفنية وتلقائيته وملامحه الشرقية فتحت له أبوابًا كثيرة كانت موصدة، وبرع حينما ارتدى ثوب الراحل أحمد زكي وانطلق إلى البطولة السينمائية، بعد حصوله على جائزة أحسن ممثل بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي على فيلمه "احكي يا شهرزاد" مع منى زكي.
إنه الممثل محمد رمضان، الذي تميز بتجيسد دور الفتى البسيط، في الكثير من الأفلام. ويعيش محمد الآن حالة انتعاش فني، حيث انتهى من تصوير عملين سينمائيين هما "الألماني" و"ساعة ونصف"، فيما يستعد للوقوف أمام المطربة اللبنانية قمر في فيلم جديد بعنوان "حصل خير"، التقيناه فكان الحوار التالي:
يقال إنك تكرّر نفس الشخصية التي تقدّمها في فيلمك الجديد مع شخصية فيلمك الأخير "ساعة ونصف"، هل هذا صحيح؟
ليس هناك تشابه بين الشخصيتين، حيث ينتمي فيلم "ساعة ونصف" إلى نوعية أفلام اليوم الواحد وتدور أحداثه حول قطار الصعيد الشهير الذي احترق وراح ضحيته عدد كبير من ركابه؛ ليتم استعراض قصص مختلفة عبر هذه الأحداث تكشف سلبيات كثيرة في المجتمع.
وفي هذا العمل الذي سيراه الجمهور قريبًا في دور العرض أجسد شخصية شاب قادم من الصعيد هربًا من نزاعات مع أسرته، إلا أن حريق القطار يجعله يعيش أحداثًا مختلفة.. ويشاركني في هذا العمل عدد كبير من الفنانين، من بينهم فتحي عبدالوهاب، إياد نصار، يسرا اللوزي، هيثم أحمد زكي، صلاح عبدالله من إخراج وائل إحسان.
تناولت وسائل الإعلام فيلمك "الألماني" الذي لم يعرض بعد وتقدم فيه شخصية البلطجي.. حدثنا عن هذا العمل؟
العمل انتهيت من تصويره أخيرًا ومن المقرر عرضه قريبًا، وأحداثه تلقي الضوء على فئة البلطجية من الداخل، بمعنى أن معظم الأفلام التي تناولت عالم البلطجية اكتفت بتجسيد هذا العالم من الخارج كأن تظهر مشاجراتهم سرقاتهم عنفهم، إلا أننا من خلال "الألماني" نراهم كيف يفكرون ويحبون كيف وصلوا إلى تلك المرحلة. والفيلم من تأليف وإخراج علاء شريف ويشاركني البطولة راندا البحيري وأحمد بدير وعايدة رياض.
ولكن هناك أعمالا كثيرة تناولت موضوع البلطجة، فما هو المنظور المختلف الذي يطرحه الفيلم.
رسالة الفيلم تقول بأن المجتمع لا يظلم أحدًا، نعم، هناك شباب من الخريجين لم يجدوا حتى الآن عملاً مناسبًا لهم ولكن هذا ليس معناه أنهم يتجهون إلى الطريق الخطأ، فمن خلال العمل نجد أن شخصية "الألماني" يريد أن يتوب ويغيّر من نفسه؛ ليصبح مواطنًا صالحًا ولكن المجتمع لا يساعده، ومن هنا نقول إن الإنسان يستطيع أن يغيّر من حياته، كما نقول للشرطة هناك بلطجية يريدون أن يتوبوا عن الطريق الخطأ فما المانع من مساعدتهم؟!.
تجسد أيضًا من خلال مسلسل "كاريوكا" شخصية الرئيس الراحل السادات.. ألم تخشَ من مقارنة أدائك بأداء الراحل أحمد زكي؟
لقد ذاكرت الشخصية وكأني أول ممثل يقدّم الشخصية، طبعًا نحن لم ولن ننسى أداء الفنان الراحل أحمد زكي الذي أعتبره فنانًا عالميًا؛ لأنه قدمها بشكل متميز، ولهذا فأني اعتبرت أن تجسيدي للشخصية هو اختبار لقدراتي وهذا ما جذبني للعمل وجعلني أوافق عليه.
ألا ترى أن الكثير من أعمال السيرة الذاتية كثيرًا ما تلاحقها المشاكل؟
لا أعتقد هذا، فأنا قدّمت مرة واحدة فقط سيرة ذاتية وكانت مسلسل "سندريلا" وجسدت فيها شخصية أحمد زكي، وكانت أكثر الشخصيات التي تم تناولها بروح وصوت وشكل الشخصية كما لو كان تم إعادتها للحياة من جديد، وهذه كانت شهادة الجماهير والنقاد الذين أشادوا بأدائي للشخصية، والحمد لله فالمبشرات التي جاءتني أيضًا من مونتاج مسلسل "كاريوكا" تشير إلى أني نجحت في تجسيد شخصية أنور السادات وأنها من أكثر الشخصيات المطابقة للواقع.
وعن فيلمك "هي واحدة"، متى سيتم عرضه؟
كان مقررًا عرضه في إجازة نصف العام الماضية، إلا أن ذلك لم يحدث لظروف تتعلق بشركة الإنتاج، لكن الفيلم يشاركني بطولته راندا البحيري ومن تأليف أحمد جمال وإخراج إسماعيل فاروق، وأجسد من خلاله شخصية "فاتح" إنسان على سجيته؛ لدرجة أن كل من حوله يظن أنه شديد الغباء إلا أنهم يكتشفون أنه ذكي جدًا والفيلم رومانسي كوميدي.
فيلمك "الخروج من القاهرة " حصل على العديد من الجوائز بالخارج.. فلِمَ لَمْ يتم عرضه ولم يحظَ بحق عرضة بمصر؟
في الحقيقة النظام السابق منع عرض الفيلم؛ لأنه يفجّر قضايا كثيرة ومشاكل تدين النظام السابق وأعوانه، ولكن هذا لم يمنع نجاح الفيلم وخاصة أن كل العاملين فيه بذلوا مجهودًا كبيرًا، وبالفعل حصل على جوائز بالخارج والآن يتم إذاعته على التليفزيون الألماني في القنوات الفضائية هناك إلا أني لا أعلم لِمَ لَمْ يتم عرضه حتى الآن!.
وما المعايير التي تختار بها أدوارك؟
أرى أن الممثل هو المحامي الشخصي عن الشخصية التي يجسدها وبالتالي يجب أن يتعاطف معها، وبالنسبة لي أختار مواضيع عن الشخصيات التي تستحق أن أترافع عنها، فأنا أبحث على مواضيع لم يتناولها أحد من قبل ولهذا تجدني أبحث عن المواضيع والشخصيات الصعبة؛ لأنها تترك بصمة عند الجمهور ومن ثم تعيش أكثر.
