عِندَ ذا هبَّ جالِساً وَتَهَيّا

لِيُناجي غَرامُه العذرِيّا

قالَ أَصغي إِلَيَّ إِنّي فانٍ

فَالقوى لَن تَعودَ بَعدَ إِلَيّا

أَنا أَمشي إِلى الضَريحِ حَثيثاً

فَعَذابي يَثورُ في رِئَتَيّا

أَيُّ نَفعٍ ترجينه يا عَروسي

من بُكاءٍ ما عادَ يَنفَعُ شَيّا

أَيُّ نَفعٍ وَالمَوتُ يَنسِجُ ثَوبي

بِخُيوطِ الظَلامِ من مُقلَتَيّا

ارجِعي ارجِعي فَتِذكارُ حُبّي

وَلَيالِيّ بات ثَقلاً عَلَيّا

ارجِعي إِنَّني بَليتُ وَما أَصـ

بَحَ غير الديدانِ يَرغب فِيّا

في شَواطي النيلِ السَعيدِ مِياهٌ

فَاِسأَليها غَداً زَلالاً شَهِيّا

وَاِستَعيدي بهِ هَوىً وَشَباباً

نيلك العَذبُ غَير بردونِيّا

وَإِذا ما مَرَرتِ تَحتَ نَخيلِ النَهـ

رِ يَوماً حَيثُ اِبتَسَمنا مَلِيّا

حَيثُ كُنّا نَبني قُصورَ الأَماني

حَيثُ كُنّا نَجني الشَبابَ النَدِيّا

حَيثُ كُنّا نُلَقِّنُ القَلبَ درساً

فَيَعيه النَخيلُ من شَفَتَيّا

من قصيدة (عِندَ ذا هبَّ)

إلياس أبو شبكة

شاعر لبناني ( 1903 - 1947 م)