عُودِي بِوَصْلٍ، أَوْ خُذِي مَا بَقِي

فَقَدْ تَدَاعَى الْقَلْبُ مِمَّا لَقِي

أَيُّ فُؤَادٍ بِكِ لَمْ يَعْلَقِ

وأَنْتِ صِنْوُ الْقَمَرِ الْمَشِرقِ؟

عَلَّمْتِنِي الذُّلَّ، وَكُنْتُ امْرأً

أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، وَلاَ أَتَّقِي

 

ِذَا تَذَكَّرْتُكَ فى خَلْوَة ٍ هَوَتْ

بِدَمْعى زَفْرَة ٌ تَرْتَقى

تَاللهِ ما أَنْصَفَ مَنْ لاَمَنى

فِيكَ وهَل لَوْم عَلى مُشْفِقِ

وكَيْفَ لاَ أَعْشَقُ منْ حُسْنُهُ

يَدْعُو إِلى الصَبْوة ِ قَلْبَ النَقى

 

الحبُّ مُلكٌ نافِذٌ حُكمُهُ

مِنْ مَغْرِبِ اْلأَرْضِ إِلَى الْمَشْرِقِ

فَلْيَقُلِ الْعَاذِلُ مَا شَاءَهُ

فَالْعِشْقُ دَأْبُ الشَّاعِرِ الْمُفْلِقِ

لَوْ لَمْ أَكُنْ ذا شِيمَة حُرَّة ٍ

لَمْ أَقْرِضِ الشِّعْرَ، وَلَمْ أَعْشَقِ

 

محمود سامي البارودي

شاعر مصري

( 1839 - 1904 م)