تعاون مشترك بين «الندوة » ومؤسسة «بحر الثقافة»

«حديث في الأدب والأدباء» باكورة «صالون القراءة» في دبي

Ⅶ محمد المر يتوسط عائشة سلطان ومحمد المرزوقي والسعد المنهالي | تصوير - سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، مؤتمر صحافي للإعلان عن الشراكة والتعاون المشترك بين «ندوة الثقافة والعلوم» في دبي، ومؤسسة «بحر الثقافة» في أبوظبي، لتأسيس «صالون القراءة»، يعنى بقراءة عدد من الأعمال الأدبية المتنوعة ومناقشتها، وقد حضر المؤتمر، سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، والسعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، وأحد مسؤولي صالون «بحر الثقافة»، والكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة.

رواد الإبداع

وتحدث سلطان السويدي عن أهمية التعاون في الواقع الثقافي الإماراتي، وأن الندوة خطت خطوات كبيرة على مستوى دولة الإمارات في تقدم الثقافة والفن والإبداع، وهذا جهد الرعيل الأول من رواد الندوة، لافتاً إلى أهمية التعاون بين المؤسستين، بما يثري الأنشطة الثقافية في أنحاء الدولة، والتي تعتبر عملاً وطنياً يمارس فيه كافة أشكال الإبداع والعمل الثقافي.

جلسات شعرية

وشكرت عائشة سلطان، مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، على تقبلهم لفكرة التعاون والشراكة، وتقديمهم كل سبل الدعم لنجاح الصالون، كما أشارت إلى جهود مؤسسة بحر الثقافة، والتي خرجت من نطاق العمل الثقافي الفردي، إلى العمل المؤسسي، الذي يبرز ويثبت العمل الثقافي على أرض الواقع.

مسيرة وطموح

أكدت السعد المنهالي، أن لديها طموحاً أن يكون هناك صالونات أدبية في كافة أنحاء دولة الإمارات، وأن مؤسسة «بحر الثقافة»، تأسست برغبة من سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة المؤسسة وقائدة مسيرتها، وبدأت بما يقارب 40 عضواً، وأصبحت 100 عضو، فانتقلت من شكلها الخاص إلى مؤسسة ثقافية، تهتم بالمعرفة والإبداع، بالإضافة إلي استضافة كتاب ونقاد، ومناقشة الكتب المسموعة.

حديث في الأدب

وعلى هامش المؤتمر الصحافي، أقيمت جلسة حوارية بعنوان «حديث في الأدب والأدباء ومجموعات القراءة»، وذلك في إطار التعاون المشترك بين الندوة ومؤسسة بحر الثقافة، وتحدث فيها معالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، والكاتبة الإماراتية السعد المنهالي، والكاتب الإماراتي محمد المرزوقي، وأدارتها عائشة سلطان، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، والأديب عبد الغفار حسين، والدكتور محمد سالم المزروعي، الأمين العام السابق للمجلس الوطني الاتحادي، ونخبة من المثقفين والباحثين.

شعبية القصيدة

وحول سؤال، هل ما زال هناك قراء ومهتمون بالأدب، في ظل التقنيات المتسارعة والذكاء الاصطناعي، أم أن هناك اهتمامات أخرى، أكد محمد المر، أن البشرية منذ القرن العشرين، وهي تشهد تطوراً متسارعاً، وأن هذه التقنيات الحديثة لم تقلل من الاهتمام بالأدب، بل بالعكس، أتاحت له الفرصة فأصبح أكثر انتشاراً، وأضاف: على سبيل المثال، في الماضي كان الشاعر يكتب قصيدته، وإن طبعت في مجلة، كانت في حدود ألف نسخة، ولكن مع التقنيات الحديثة، من الممكن أن تتاح القصيدة إلكترونياً، فيقرأها ما يزيد على 100 ألف شخص.

الصالون الأدبي

وأكد المر أن صالون سكينة بنت الحسين، هو أول صالون أدبي، وكان في مرحلة مبكرة من التاريخ العربي، وجميعنا يتذكر صالون مي زيادة، الأشهر، والذي كان يعد ساحة أدبية أثرت الحركة الثقافية والفكرية في مصر والعالم العربي، مشيراً إلى أن ندوة الثقافة والعلوم، تمثل صالوناً أدبياً ثرياً، وعلى مدار أكثر من ثلاثين عاماً، قدمت العديد من الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية.

الأدب الروسي

وعن تجربته مع الأدب الروسي، تحدث الكاتب محمد المرزوقي عن البدايات في المرحلة الثانوية، وكانت مع المكتبة المدرسية، وكيف شده غلاف «رواية الأم» للكاتب مكسيم غوركي، وأخذته الرواية في عوالمها، وفتحت له الطريق للمزيد من القراءة في الأدب الروسي، ولحسن حظه، كان لبعض أصدقائه نفس الاهتمام، فاقترحوا تأسيس صالون لقراءة الأدب الروسي، وأكد المرزوقي أن الثورة التكنولوجية الحديثة، وتطور التقنيات، وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، ساهم في ظهور عدد من الظواهر، منها «القصة التويترية»، وقد أصبح لها مهرجان خاص في أستراليا وبريطانيا.

أدباء الإمارات

واستعرضت السعد المنهالي، تجربتها مع صالون «بحر الثقافة»، وأنها في البداية كانت عضواً في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأتيحت لها دعوة للصالون، وقد كانت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، تقرأ عمودها، فرحبت بها، وشجعتها على الانضمام للصالون.

وتضيف المنهالي: عندما تقرأ كتاباً، فأنت تعيش تجربتك، وعندما تشارك الآخر في تجربة القراءة، فأنت تثريها، لأن صالونات القراءة، تسهم في بناء الشخصية، وتثري وعي القارئ، وحول سؤال، لماذا التركيز على الرواية في الصالونات الأدبية، أشارت المنهالي إلى أن الرواية تجر القارئ لعوالم مختلفة من المتعة والتشويق، وتزيد شغفه لمزيد من المعرفة، فهي مثل الشجرة، تمثل الجذور والجذع والأغصان والأوراق والورود، هي سائر المعارف التي تتفرع من الرواية.

اللهجة المحلية

كشف معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، في حديثه لـ «البيان»، أنه يعكف حالياً على إعداد مسرحية كوميدية، مقتبسة من أشهر المسرحيات الأميركية العالمية، لتعرض العام المقبل، وقد انتهى مؤخراً من كتابة فصلين، وستعرض المسرحية باللهجة المحلية في عدد من إمارات الدولة، لافتاً إلى تجارب سابقة له في هذا الميدان، فقد أعد مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة»، للكاتب المصري الراحل ألفرد فرج، باللهجة الإماراتية، وعرضت عام 2008 على مسرح ندوة الثقافة والعلوم، ومن ثم في رأس الخيمة وأبوظبي والقاهرة.

Email