زينة عاصي ترسم بمنمنمات وحداتها الواقع المعاصر

«باقة ورد في علبة صفيح» .. ذاكرة مدينة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعود التشكيلية زينة عاصي المقيمة بين لبنان وبريطانيا بمعرض فردي جديد لها العام الجاري في غاليري آرت سوا بقرية البوابة في مركز دبي المالي العالمي، ويضم معرضها مجموعتين. تتمحور الأولى منها حول «جدارية مدينتي» التي تعتبر استمرارية لأسلوبها السابق في معالجة علاقتها الإنسانية بالوطن، بينما تتمحور الثانوية حول «باقة ورد في علبة صفيح».

ولكل مجموعة أجواؤها وإن جمعت فيما بينهما وحدة أسلوبها، الذي يشبه المنمنمات إنما بوحدات وعناصر زخرفية من الزمن والواقع المعاصر، لكل ما تحتويه المدينة بعشوائيات مكوناتها وتناقضاتها، وما يخطر ولا يخطر في البال من تلفاز وشخوص وحافلة وخيوط ورموز كالعين التي تحمي من الحسد ووجه ممثلة شهيرة وغيرها.

عشوائية

وتتناول زينة رؤيتها للمدينة من خلال مفهوم رمزي جديد حيث تتحول المدينة عندها، إلى دمية تتحرك بخيوط خارجية. كما تصور بأسلوب رمزي في لوحة ثلاثية، كثافة ازدحام وعشوائية المدينة التي تكاد تنهار بثقلها والتي لن تحميها صلابة المعدن أو الخشب أو القرميد، أو الصخور العملاقة المحدّبة المتراكبة على بعضها وإن كانت فاقدة لثباتها لكونها.

ويستوقف في مجموعتها أيضا، تلك الكائنات القريبة من خفاش الليل أو شبح الموت المتربص على قممها بانتظار الانهيار كما في لوحتها «جسور فوق المدينة». وتختزل في لوحتها «حطام» سفينة، ما تعيشه العديد من مدن العالم العربي، حيث شكلت مدينتها على أشرعة سفينة قراصنة هي في الواقع «دبابة» حربية، وعلى الصاري نشاهد البوم ومجاميع وفراش وحياة متكاملة.

حلو ومرّ

أما في المجموعة الثانية، فتصور ذاكرة الحنين والانتماء إلى المكان الذي يبقى بحلوه ومرّه جزءاً من جماليات الحياة واستمراريتها. واعتمدت زينه في معالجتها على تقنيتين إضافة إلى أسلوبها، حيث شكلت من جهة علاقة بنسيج الكانفا قبل الرسم عليه، من خـــلال تعايشها معه ليكون جزءاً من إيقاع حياتها اليومية، وليبني نسيجها ذاكرته الخاصة في بقع قهوة وشاي وبـــقايا لقاءات وغبار. ومن جهة أخرى الاقـــــتراب من الرســـم الواقعي للصفيحة كما لو أنها تأكيد للحاضر، إنما ضمن سياق أسلوبها في الرسم كما القصص المصورة الذي تجمع فيه بين الحبر والألوان ووسائط كولاج أخرى.

وتأخذ زينة الكانفا حينها وترسم عليها ذاكرة حنينها برؤية رمزية أيضاً، حيث شكلت من مدينتها باقات من الزهور لتضع كل منها في وعاء صفيح كما كانت تفعل جدتها لدى زراعتها للنباتات لتكون أكثر خصوبة. وتتنوع علبة صفيح كل باقة لتعكس زمناً معاصراً ورسالة ومضموناً مفتوحاً بدلالاته.

سيرة

تعيش التشـــكيلية زينة عاصي المولودة عام 1974 بين بـــيروت ولندن، وتخرجت بمرتبة الشرف من أكاديمية لبنان للفنون الجميلة، وأقامت أول معرض فردي لها عام 2005 ببيروت، لتنــطلق بمعارضها إلى مخــــتلف البلدان العربية مثل دبي والكويت والأوروبية كلندن وميامي وغيرها الكثير.

كما دخــلت أعمالها عدة مرات فــــي مزادات كريستيز بدبي وبونهامز في لندن.

Email