يعرض 20 لوحة في «ذاكرة الشارقة ومناطق أخرى»

كريستوف.. فنان ألماني مفتون بتراث الإمارات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في إحدى زوايا منطقة التراث حيث تقام حالياً أيام الشارقة التراثية، يكاد الهدوء يسيطر على كافة زوايا معرض «ذاكرة الشارقة ومناطق أخرى»، والذي ما أن تلجه حتى يأخذك الحنين نحو أيام الماضي، التي صورها الفنان الألماني ك د. كريستوف بريشته، ليقدم لنا نحو 20 لوحة تعيدنا إلى الشارقة ومناطق أخرى في الدولة إبان عقد الثمانينيات، حيث كان اللقاء الأول بين الفنان كريستوف والمنطقة العربية، لتأتي لوحاته تعبيراً عن شغفه بالتراث والحضارة العربية والمحلية وتصويراً لطبيعة الثقافة الإنسانية التي كانت سائدة آنذاك.

ألوان

20 لوحة رسمت بالألوان المائية، هي حصيلة ما يفيض به المعرض، الذي يضم جدارية ضخمة، توحي بشيء مما كان يدور في خاطر الفنان كريستوف آنذاك، والذي فضل من خلال زيارته الأولى أن يرسم شيئاً من تراث المدينة الباسمة الإماراتي، ليتركز إبداعه في تصوير السفن في كافة مراحلها العمرية، وبعض من البيوت، وأبوابها، فيما كان لبعض المعالم العامة نصيب من أعمال الفنان كريستوف.

بوح

من على أحد جدران المعرض، الذي يشكل واحداً من منارات أيام الشارقة التراثية، يبوح كريستوف بقوله: «حينما وصلت إلى الشارقة في عام 1980، نجحت في استيعابي للثقافة العربية كتجربة حسية جديدة متكاملة، وبعد مشاركتي بالفعل في التخطيط الحضاري وحماية الآثار في ألمانيا، استحوذت على مشاعري في الحال المباني التاريخية المتعددة، التي ما زالت موجودة في منطقة المدينة القديمة».

لوحات كريستوف لا تخفي شغفه بالبيوت القديمة التي لا تزال شواهدها حاضرة في الشارقة، ويقول: «المنازل ذات المميزات الفريدة، والمبنية من الحجر المرجاني، وكذلك الدعامات الخشبية والجبس، تلك المنازل التي كانت في العادة مجهزة بالأبراج الهوائية (البراجيل) المعبرة، متروكة من قبل أصحابها من اجل المنازل الحديثة المكيفة الهواء، شهدت هذه المنازل على ثقافة بناء ثرية، حيث شكلت حاجات التفرد، والبيئة، والمناخ، وفن المعمار المتناسق وحدة متماسكة».

تفاصيل

في لوحاته يظهر كريستوف الكثير من التفاصيل الخاصة بالبيوت التراثية، وما تتمتع به من زخارف ومشربيات تتنفس حيوية، ونقوش الأبواب التي يصفها كريستوف بـ «الفارهة».

نتاج كريستوف الفني، لم يكن مرده مشاهداته الخارجية فقط، وإنما تغلغل في علاقاته مع أبناء المجتمع المحلي، فاستمع لأبناء الإمارة كثيراً وعرف منهم معلومات كثيرة عن تاريخ الشارقة القديم، معترفاً في الوقت نفسه، أنه «تعلم الكثير من صائدي الأسماك وغواصي اللؤلؤ، والتجار، وكبار السن الذي دأبوا على التجمع في المقاهي لتبادل الأحاديث واحتساء الشاي»، موضحاً أنه بدأ آنذاك بالتوثيق للمنطقة على طريقته الخاصة، قائلاً: «أنتجت عدداً كبيراً من اللوحات ذات الألوان المائية».

سفن البوم

لم تقتصر لوحات كريستوف على البيوت القديمة ومن بينها بيت النابودة وباحته الداخلية، وحسب، وإنما شملت أيضاً السفن، فقدم لوحة تبين إحدى سفن البوم الراسية في منطقة الجبيل (سوق السمك الحالي) بالشارقة، ولوحة أخرى لورشة صنع السفن في عجمان خلال عام 1987، كما قدم لوحات عدة لمسجد البدية التاريخي في الفجيرة.

Email