اشتمل على أكثر من 450 عملاً فنياً متنوعاً

«الشارقة لفن الخط» حــــروف تفيض سحراً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حروف أصيلة بمدادها وانحناءاتها تكاد تغطي كل شبر في ساحة الخط وسط منطقة الفنون بالشارقة، ليشكل الخط العربي في ملتقى الشارقة لفن الخط العربي والذي يستمر لنحو شهرين، عنوان بحث جمالي معاصر يتجاوز في بعض مواضعه أطر التوظيف اللغوي نحو صياغة بصرية تفيض حيوية وطاقة، بكل ما تملكه الحروف من سحر وألق.

النقطة

اتخذ الملتقى في هذا العام من «النقطة» شعاراً له، لتأثيرها في اللوحة، وما تحدثه من ثقل بصري وحركي فيها.

وفي ذلك قال د. إياد حسين عبدالله، القيم على الملتقى: «تشكل النقطة أحد عناصر التكوين الفني في الخط العربي في شتى صوره، كسطور مفردة أو تكوينات فنية، ورغم ملازمتها للحرف في مواقعه الصحيحة من أجل وظيفة قراءته، وغالباً ما يستخدمها الخطاط لإثارة التوازن في علاقة الحروف بسطر الكتابة إن كانت سطراً أو توزيعها بصورة ملائمة بما يثير ملء الفراغ أو إقامة العلاقات المتوازنة في التكوين الخطي، وهذا التكوين يخضع لجمع العديد من العناصر وفق خطة دقيقة ندعوها مبادئ التصميم».

وذكر أن «وجود النقاط وتوزيعها السليم في مواطنها الصحيحة، عامل مهم لإثارة التوازن في اللوحة، لما تشكل النقاط من ثقل بصري وحركي، إذا كان التوازن هدفاً فيها، أو تحديد موضع لها يقصد منه تأثير بصري على مستوى الوظيفة في القراءة والجمال».

زخرفة

معارض كثيرة يضمها الملتقى هذا العام، تشتمل على أكثر من 450 عملاً فنياً متنوعاً، موزعة بين الزخرفة، والحروفي والطباعي والسيراميك، تتماهى جميعها مع تيمة الملتقى «نقطة».

ومن بين جملة هذه المعارض، يبرز معرض «حروف إماراتية» الذي ينظم بالتعاون مع جمعية الخطاطين الإماراتيين، ويضم 17 خطاطاً إماراتياً قدموا آخر إبداعاتهم بمجال اللوحة الخطية، فيما توزعت أعمالهم بين الخطوط المتنوعة، جمعت فيها الأصالة والحداثة.

اللافت في معرض «حروف إماراتية» هو استحواذ المرأة على نصيب الأسد في المشاركات، حيث بلغ عددهن 13 خطاطة، هن: عائشة الحساني وخولة النقبي وأمل الملا وفاطمة الظنحاني وعلياء المهيري وفاطمة الظاهري وشيخة الكياني وفاطمة محمد عبدالرحيم ومريم الصاحي ومريم البلوشي ومريم الفارسي وندى المازمي وهاجر الجابري، في مقابل 4 خطاطين رجال وهم: خالد الجلاف ومحمد عيسى خلفان وعمران البلوشي ومروان الحمادي.

الخطاطة عائشة الحساني، قدمت سورة «الشمس» بخط الديواني الجلي، وصنعتها بشكل دائري متوازن مانحة حرف «الواو» سيطرة كاملة، لما تشكله من فواصل بين جمل السورة الكريمة، فيما استخدمت الخطاطة مريم الصالحي، الخط ذاته لكتابة الآية الكريمة: (فتبارك الله أحسن الخالقين) بشكل متناظر على شكل بيضوي في قمته لفظ الجلالة «الله». أما فاطمة عبدالرحيم فقدمت لوحة جميلة جداً بالخط الكوفي النيسابوري، أظهرت فيه جماليات الزخرفة الخطية، ودقة ورشاقة عملها.

ومن جهته وضع الفنان العراقي ماهر السامرائي في زاوية الخزف، مجموعته الفنية، تاركاً إياها تغازل عيون زائري الملتقى، حيث أظهر عبر مجموعته، مدى براعته في التعامل مع الخزف، ليجمع في كل قطعة منه بين النحت والرسم والخط.

لقاء

وبالنظر لما يحمله الملتقى من أهمية على الساحة العربية والعالمية، فقد اعتمدت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أخيراً، لقاء الأربعاء الأسبوعي، حيث يتم فيه استضافة ممثلي الجهات الحكومية، للاطلاع على اللوحات والمخطوطات التي تفيض بها ساحات الملتقى ومعارضه.

Email