تأثر العرب كثيراً بانعكاسات أحداث 11 سبتمبر الأميركية، لدرجة حولت حياة بعضهم إلى جحيم، فضل معه الاختباء وراء الجدران، تجنباً لمواجهة ردود أفعال الأميركان، تلك الصورة حقيقية لا خلاف عليها، وهي الصورة التي حاول المخرج السوري سام قاضي تقديمها في فيلمه "المواطن" (The Citizen) الذي يعد باكورة تجاربة الروائية الطويلة، والتي لعب بطولتها المصري خالد النبوي مع مجموعة أخرى هم أجنس براكنر، وكاري إلويس، وويليم أثيرتون، وريزوان مانجي.

الفيلم الذي يقدم الحلم الأميركي بعيون عربية، حط أخيراً في دبي، بحضور مخرجه فيما تغيب عنه بطله خالد النبوي لأسباب وصفت بـ"الطارئة"، بعد عرضه في أميركا ومجموعة من المهرجانات على رأسها أبوظبي السينمائي في دورته السادسة، فيما لا تزال عروضه متواصلة في مصر منذ 3 أسابيع، ويتوقع أن يكون في دور العرض اللبنانية والأردنية خلال يناير المقبل..

وأحداثه تحكي قصة مهاجر عربي يصل إلى الولايات المتحدة قبل هجمات 11 سبتمبر بيوم واحد لتنقلب حياته رأساً على عقب بعدها، ليواجه أمر الترحيل من أرض لطالما شكلت له حلماً، ما دفعه لدخول أروقة المحاكم للحصول على الجنسية الأميركية، ليخرج منها منتصراً بحكم الدستور الأميركي.

أهمية

أهمية الفيلم وبحسب مخرجه قاضي، تعود إلى المضمون الذي يطرحه، مشددًا على أهمية الطرح الجريء والصادق فيما يتعلق بصورة الشباب العرب في اميركا، موضحًا أن فريق العمل حاول عبر الفيلم إظهار صورة الشاب العربي الحقيقية، كاسراً بذلك نمطية الغرب التي دأب على إظهارها عنه. مشيراً إلى أن فيلمه يحاول إيجاد أرضية مشتركة بين الثقافتين العربية والغربية، وقال: "أعتقد أننا نحتاج إلى الكثير من شاكلة "المواطن" لأنها تبني جسور تفاهم بين الشرق والغرب. وفي الوقت نفسه تُذكِّرنا بالقيم التي بنيت عليها الولايات المتحدة".

المتابع للفيلم يستشعر بأن هدفه الأساسي هو المشاهد الأميركي أكثر من العربي نفسه، فهو يقدم الحلم الأميركي ويمجده بطريقة أو أخرى كما يظهر في مشاهد المحاكمة الأخيرة، بحديث الشاب العربي عن القيم والحلم الأميركي، وبرر المخرج هذا التمجيد بقوله انه "لا بد من احداث توازن بالفيلم، وأن يكون لنا مصداقية كبيرة في نقل الإيجابيات والسلبيات في آن واحد".

بعد عرضه في مصر، لم يسلم الفيلم من الهجوم وتحديداً بطله خالد النبوي الذي اعترض البعض على صفة "ممثل عالمي" التي يطلقها على نفسه، لا سيما وأنه سبق للنبوي المشاركة في مشاهد قليلة بفيلمي "مملكة الجنة" لريدلي سكوت، و"لعبة عادلة" لدوج ليمان، إلا أن المفارقة تكمن في حالة الثناء التي حصلها الفيلم أميركياً، حيث منحه نقادها 7 درجات..

فيما أثنت الصحافة الأميركية على أداء بطله، حيث كتبت عنه صحيفة "نيويورك تايمز": خالد النبوي لا يقدر بثمن، فقد أعطى أداء أصيلا ويضيف وزنا كبيرا للفيلم، فيما قالت "هوليود ريبورتر": "إنه العنصر الأهم في فيلم المواطن"، وكتبت مجلة "إندبندنت كريتيك": "يعطي أداء يمس القلب".

قنوات فضائية

بحسب مخرج فيلم "المواطن"، السوري سام قاضي، فإن إنتاج الفيلم مستقل، وهذا سبب تأخير طرحه في الولايات المتحدة. وقال إنه رفض عروضا عديدة لتوزيعه على القنوات الفضائية، بدلاً من طرحه في دور السينما. وأوضح أنه لم يواجه أي مشكلات في توزيعه في المنطقة العربية، معبراً عن سعادته في التعامل مع شركة "غلف فيلم" التي تتولى توزيعه عربياً.