عن الأرض وعن شعر درويش وعن القضية، تحدث الفنان مارسيل خليفة، خلال أمسية نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبو ظبي بالتعاون مع جمعية البيارة الثقافية، وذلك مساء أول أمس في مقر الاتحاد في أبوظبي، وسط حضور غفير.
قدم الأمسية التي جاءت احتفالاً بيوم الثقافة الفلسطينية الذي يصادف 13 مارس، الشاعر محمد المزروعي رئيس الهيئة الإدارية في اتحاد الكتاب، وقرأ كلمة كتبها درويش بعد سماعه أسطوانة خليفة الأولى في عام 1976، وجاء في مستهلها، هي إحدى الإشارات إلى قدرة الروح الآن على النهوض، فعندما كنا نستثني التعبير الثقافي من شمولية ما تعرض له الموقف العربي من انهيار عام. كما قرأ الدكتور معن الطائي ورقة نقدية عن تجربة مارسيل خليفة.
وووصف مارسيل حالة وداعه لدرويش قائلاً: لم أقل له الوداع، لأنني كلما هممت بنطقها في آخر مكالمة تلفونية، كان يشدني بصوته الواثق كي نتابع الحديث، كان في صوته شهية كلام، وكان في وداعي شهية صمت، كان تلفوناً قصيراً كتحية بحارة، رافقتك السلامة، كانت هذه عبارته الأخيرة، تصبحون على وطن.
كما استعرض مارسيل علاقته بالقضية الفلسطينية، وعلاقته مع العود، ورحلته في تلقي دروس الموسيقى، كما تحدث عن تجربته في تلحين قصائد درويش، قال: ذهبت إلى باريس هارباً من الظروف السياسية، والتقيت كوكبة من الأصدقاء والشباب الوافدين حديثاً، أو المقيمين، ورحت بخجل وتردد أعرض بعضاً من تجاربي الموسيقية الشعرية الأولى، شاب متحمس أخرق يريد أن يجعل الموسيقى سبيلاً لتغير العالم، كان الأصدقاء يسمعونني ويهزون رؤوسهم، ربما لم يدركوا يومها تماماً ما هو مشروعي.
وأوضح: في سنة 1976 م سجلت في أحد استديوهات باريس (وعود من العاصفة)، أولى أغنياتي لقصائد درويش، قبل أن أتعرف إليه. ولم يخطر في بالي أبداً أن هذا اللعب سيصبح جدياً إلى هذا الحد.
وأضاف: بعد عودتي من باريس، كان اللقاء الأول مع درويش لقاء حميماً في حديث الموسيقى والشعر، كان محمود نبيلاً ومفعماً بقلب كبير، اقتربت منه ومن روحه، واتسعت موسيقاي لشعره، تأتي قصيدته بكامل سطوتها للتحرك مع إيقاعي وتملأ الفضاءات.
سقوط القمر
في نهاية الأمسية، غنى الفنان مارسيل خليفة "أحن إلى خبز أمي"، وذلك بعد أن وقع على ألبومه الأخير "سقوط القمر"، الذي تضمن ثماني عشرة أغنية ومقطوعة موسيقية، منها "يطير الحمام، وإن نحب الحياة"، والذي أهداه لتوأم روحه، محمود درويش.
