حالة من الهوس، ظهرت بظهور الأغنية الكورية «غانغنام ستايل»، التي أحدثت ضجة غير مسبوقة، وجذبت أنظار وأسماع العالم نحوها، لتتحول خلال أسابيع معدودة إلى واحدة من أشهر الأغنيات، ليس لتميز كلماتها أو إحساسها، بل لما تحمله من تجديد وكوميديا وبساطة وابتكار.
تمكنت هذه الأغنية التي أداها المغني الكوري «ساي» من تخطي حاجز المليار مشاهد على موقع «يوتيوب»، جالبة معها الحظ لهذا الموقع، إذ أكدت شركة «غوغل» أن صفحة الأغنية الشهيرة حققت إيرادات من الإعلانات تقدر بنحو 8 ملايين دولار. كما أحرزت أعلى معدل إعجاب على «يوتيوب»، ما أهلها للدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد حازت هذه الأغنية على جائزة أفضل أغنية مصورة في حفل الموسيقا الأوروبية «إم تي في» في مدينة فرانكفورت الألمانية 2012، كما تم اختيارها كأغنية الختام لحفل توزيع جوائز الموسيقا الأميركية في العام نفسه.
ورغم المقولة السائدة بأن «ما تفرقه السياسة يجمعه الفن»،إذ قام لاعب التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش، بأدائها بصحبة اللاعبة آنا إيفانوفيتش، كما سبق وأدت لاعبة التنس البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا الحركات الراقصة لهذه الأغنية أثناء وجودها في بطولة استعراضية في تايلاند، كما تم تركيب وجوه نجوم ريال مدريد وبرشلونة على الوجوه الأصلية للراقصين .
أغنية سياسية
كما كان للسياسيين نصيب كبير من الـ «غانغنام ستايل»، إذ لم تمر هذه الرقصة على الرئيس الأميركي باراك أوباما مرور الكرام، فقد أكد أنه قادر على أدائها، كما يضم موقع «يوتيوب» مقطعاً تصويرياً يقوم فيه شبيهان للرئيس الأميركي وزوجته ميشيل وهما يؤديان هذه الرقصة، كما سبق وأظهر أحد المقاطع التصويرية بان كي مون وهو يحاول تأدية هذه الرقصة بصحبة «ساي».
ويبدو أن الشعوب قد وجدت ضالتها في هذه الأغنية، ما أدى إلى ظهور عدة نسخ منها بعدة لغات ولهجات، ففي مصر، قامت مجموعة من الشباب بالاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المزرية من خلال مقطع أسموه «أوبا إيجيبشين ستايل»،أما في السعودية، فقد ظهر مقطع «أبو سروال وفانيلة ستايل»، وقدم فيه بعض الشباب الرقصة الشهيرة، على طريقتهم الخاصة ، ومن فلسطين، انطلق مقطع «غزة ستايل»، إذ قام بعض الشباب بالتعبير عن واقعهم الأليم دون أي كلمة، ومزجوا الجد بالهزل،وفي لبنان، ظهر مقطع «صيدا ستايل» الذي قدمه الفنان الصيداوي الكوميدي وسام سعد «أبو طلال»، وعبر فيه عن معاناة مدينته ، والأمر نفسه في المغرب وغيرها، فلكلٍ ليلاه التي يبكي عليها.
الصغار و الكبار
لم تكتفِ هذه الأغنية بالسيطرة على مشاعر الكبار، بل تجاوزتهم للصغار، وحتى الرضع، فقد أظهر أحد المواقع رضيعاً يرفض تناول الطعام وبمجرد سماعه الـ «غانغنام ستايل»، يتفاعل معها ويطرب،وقد وصلت أنغامها إلى «ناسا» التي أصدرت نسختها الخاصة على «يوتيوب»، وأسمتها «ناسا جونسون ستايل» .
