الحديث عن استخدام الكاميرا، وتقنيات التصوير الفوتوغرافي، نال حيزاً كبيراً في تداولات وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً. وطرحه على مائدة القراء يحتاج إلى استيعاب متجدد، وفكر إبداعي قادر على تقييم المصور الفوتوغرافي بأنه شخص يحمل صفة الابتكار. وبدءاً من أهمية موضوع العمل الفني، مروراً باحتراف تقنية التصوير، وصولاً بها إلى تمثيل مشهد الإنسان وقضاياه عبر العدسة، جميعها محاور صاغت تفاصيل الحوار بين «البيان» والمصور الفوتوغرافي السعودي عبدالجليل الناصر، لافتاً إلى أن الفوتوغرافيا معادلة تختزل الجمال، عبر صياغة نقدية للحياة الاجتماعية، مبيناً عصامية الإبداع السعودي، الذي يعيش نضالاً يتحدى الواقع، ويحاول ترسيخ قاعدة تراكمية للمواهب الشابة في قلب المملكة العربية السعودية.

المصور الخليجي

تختلف رؤية الأشخاص في تقديم أعمالهم الفنية، وتحديداً في مجالات التصوير الفوتوغرافي، مشكلاً تحدياً حقيقياً للمصور مع نفسه، وقال الناصر عنها: «نحن أبناء هذه المنطقة، ونحمل في دواخلنا رؤية خاصة وتفصيلية لطبيعة بيئاتنا، وكيفية تقديمها في الصورة، أنا لست ضد الخبرات الخارجية ودورها في إثرائنا معرفيا وتعليمياً، ولكني أؤمن بأهمية مشروع المصور الخليجي، كونه يحمل حساً فنياً يُولد من رحم المنطقة». وأضاف الناصر: إن احترافية نهج صناعة الصورة الفوتوغرافية المفتاح الأسمى لاستمرار المصور في مجاله.

وتحدث بعدها عن موهبته في صناعته الأفلام الوثائقية والقصيرة، إلى جانب الفوتوغرافيا، معتبراً أن الفيلم وسيلة أكثر حيوية، لقدرة منفذها على استثمار الموسيقا التصويرية والممثلين وتقنيات ألوان الشاشة والزوايا، لتقديم إلهام آخر للمشاهد.

ذاكرة

اشتغل الناصر في عدة مشروعات إعلامية، أبرزها معرضه الأول في مجال التصوير الفوتوغرافي، المقام في عام 2010 بعنوان «مغتربين». وتتلخص فكرته حول خمسة مغتربين في السعودية تقاعدوا عن وظائفهم، بين فيها المعرض مشاهدات هؤلاء المغتربين، عبر توثيق معايشتهم لأوجه التطور والتغيير، منذ عهد تأسيس المملكة العربية السعودية طوال سنوات وجودهم فيها، مشكلين بذلك جزءاً حيوياً من ذاكرة البلد.

ولفت الناصر إلى أن المشروع ولدت شرارته من زميل عمل له غير سعودي، كان على وشك التقاعد، وبادر بسؤاله عن الزمن الذي قضاه في السعودية، فأجابه 30 سنة، فصُدم الناصر بالمدة الزمنية، وقال حولها الناصر: «تفاجأت من الرقم، لأن هذا المغترب عاش في السعودية سنوات تجاوزت عمري أنا كابن لهذا البلد، وشعرت حينها أهمية توثيق النظرة الخاصة للمغتربين، من يحملون الوجه الآخر للذاكرة الوطنية». ومن جهة أخرى، أشار الناصر إلى إنتاجاته في تصميم الإعلانات.

واصفاً هذا المجال بأنه مختلف تماماً عن صناعة الأفلام الوثائقية أو القصيرة، لأنه غير محكوم بالموضوع أو الأشخاص. ويعتبر مجال تصميم الدعايات نافذة لانتشار القائمين عليها من الشباب، لأن الإعلان يتيح للمبدع التفرغ، وحرية في اختيار كتابة المواضيع. وبين أن الشباب في السعودية في محاولة دائمة لمد جسور التواصل في ما بينهم داخل المملكة، موضحاً نضالهم الدائم اتجاه تنمية الفن، بسبب غياب الاهتمام بالبيئة الإبداعية بشكل منهجي. ونوه بأن المهرجانات الخليجية في المجالات الإبداعية، وخاصة مهرجان دبي وخليج السينمائي، ساهما في انتشار أعمال المواهب السعودية، ودعمهم معنوياً.

واجهة

يؤكد الناصر أهمية بذل مجهود شخصي من قبل المبدع بشكل عام، والمصور الفوتوغرافي على وجه الخصوص، لتوفير التقنيات من كاميرات متخصصة، ومعدات فنية تعزز قدراته الإبداعية على الابتكار في مجال صناعة المشهد. مضيفاً أن منطقة الخليج العربي تمتلك مواقع لتصوير لا يحتاج فيها المصور الذهاب إلى أوربا أو غيرها، مستثمراً المخزون الثقافي لبلداننا، وهي مسؤولية يتحملها المصور المحلي.

ناجون من السرطان

 

مشروع «الناجون من السرطان»، رسالة أمل بثها المصور الفوتوغرافي عبد الجليل الناصر، وأصبحت الأكثر رواجاً في اليوم العالمي للسرطان، وهو مشروع تضمن التقاط سلسلة بورتريهات لأشخاص نجوا من المرض. واستطاع الناصر إنجاز المشروع بالتواصل مع «لجنة أمل»، وهي مجموعة من النساء والرجال تعافوا من مرض السرطان، والآن يقومون بزيارة المرضى في المستشفيات لبث الأمل بينهم. وهي جهة تابعة للجمعية السعودية للسرطان في المنطقة الشرقية.