قال الباحث عبد الحفيظ بن محمد سعيد سقا أن الإمارات تمثل أكبر متحف طبيعي للكثبان الرملية في العالم كما توجد في إقليم ليوا أكثر الكثبان الرملية ارتفاعا في العالم (160 مترا) معتبرا أن تأثير المناخ القديم الذي تأثرت به شبه الجزيرة العربية (خلال عصور البلايستوسين والهولوسين)، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة ، أما بالنسبة للإقليم الرملي،.
حيث إن معظم مناطق هذا الإقليم تقع ضمن صحراء الربع الخالي، مضيفا : أن معظم أنواع الكثبان الرملية توجد في أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى ذلك نجد أنها جديرة بالدراسة. أما بالنسبة للإقليم الجبلي فيعتبر من ضمن النماذج القليلة لانبثاق القشرة المحيطة وتكوين أجزاء من جبال حجر والمتمثلة في صخر الأثوليت.
كما أن وجود جبل حفيت وتميزه بنوع معين من الصخر وهو الحجر الجيري جعل من الإقليم الجبلي إقليماً استثنائياً. ومع دراسة هذه التباينات من حيث نشأه الإقليم الجبلي واختلاف أنواع الصخر والبنية الجيولوجية بصفة عامة نستطيع أن نحدد تأثير هذه العوامل في العمليات الجيومورفولوجية (التجوية والتعرية) التي ساهمت في تشكيل سطح هذا الإقليم.
فبعد أكثر من ربع قرن من التدريس الجامعي وتخريج الأجيال يعكف عبد الحفيظ بن محمد سعيد سقا على دراسة الجغرافيا دراسة علمية دقيقة. في كتابه الجديد الصادر حديثاً في الإمارات (أشكال سطح الأرض في الإمارات العربية المتحدة) يقدم المؤلف درساً للأجيال في ما يزيد كثيراً عما يألفوه من نفط، ورمل، وأمواج، ومن نخيل وأسماك.. إنها أشكال سطح الأرض للمتخصصين من طلبة المعاهد والكليات والجامعات والمدارس وهو بمثابة مرجع هام يغني المكتبة الجامعية العربية والخليجية ويزيد من ثرائها ومن قيمة ما يتربع على رفوف مكتباتها أو فهارس القائمين عليها.
البساطة
درس المؤلف الأقاليم الثلاثة التي تتكون منها ارض الإمارات وهي كما يقول : (عندما ينظر أي شخص إلى خارطة دولة الإمارات العربية المتحدة يجد أنها تتسم بالبساطة وليس بالتعقيد. فالأقاليم التضاريسية واضحة بجلاء حيث إنها تنقسم إلى ثلاثة أقاليم وهي الإقليم الساحلي، الإقليم الجبلي والإقليم الرملي.
وعندما نتناول هذه الأقاليم الثلاثة بالدراسة والتحليل نجد أنها تشمل نواحي فريدة جذبت عدداً كثيراً من الباحثين من جميع أنحاء العالم وخاصة الجيولوجيين. فبالنسبة للإقليم الساحلي والسبخات الساحلية التي تمتد على طول سواحله تعتبر من أشهر السبخات الساحلية التي أعتبرها كثير من الباحثين نموذجا للسبخات الساحلية التي تقع في النطاق المداري الحار.
يؤكد المؤلف أن: ( المكتبة العربية تفتقد لوجود عدد كاف من الكتب الجغرافية، وخاصة كتب الجغرافيا الطبيعية والذي يقع علم أشكال سطح الأرض ( الجيومورفولوجيا ) تحت مظلتها. أما بالنسبة لموضوع أشكال سطح الأرض فقد تم تناوله في كتب دراسية منهجية تناولت الأسس أو مبادئ هذا العلم بدون التركيز على دولة عربية معينة.
ويعتقد بأنه أول كتاب منشور يتناول أشكال سطح الأرض في الإمارات العربية المتحدة.الا انه خصص جزءا كبيرا (الفصل الثالث: الإقليم الجبلي) لدراسة تطبيقية لحوض تصريف وادي البيح في إمارة رأس الخيمة. ويعتبر هذا النوع من الدراسات في غاية الأهمية حيث يتناول مخاطر السيول التي تهدد المناطق الجبلية بصفة عامة والحفاظ على مياه الأمطار المهدرة).
التطور الجيولوجي
يدرس المؤلف أشكال سطح الاقليم الساحلي والتطور الجيولوجي والجزر الساحلية والمناطق الترسيبية والسبخات وتصنيفاتها وأشكالها، كما يعنى بالشواطئ والألسنة البحرية، من خلال اغنائه بالمرئيات الفضائية، كما تناول الكثبان والرواسب الرملية واللسان البحري على الساحل الشرقي ، كما يتناول أشكال السطح الاقليمي الرملي واتجاهات الرياح وتراكم الرمال وانتقالها والأشكال الترسيبية وأنواع الكثبان الرملية والمركبة والعرضية والنجمية وتحليل الخصائص الطبيعية لرواسب الكثبان الرملية.
كما يدرس الباحث النطاق الجبلي حيث امتداد جبال حجر ومسندم والقمم الجبلية في رأس الخيمة، وظاهرة التافوفي والكهوف والمنحدرات والصخور والشقوق وتأثر الصخور بالجو الصحراوي والأخاديد وتناول مدرجات الوادي وأحواض التصريف ونسبة التضرس والوعورة والخصائص المساحية والشكلية مبينا أهم القوانين العلمية والرياضية المرتبطة بها والمعبر عنها.
ولم ينس السهول الحصوية ولا خصائص جبل حفيت وعمليات التفلق الصخري والحجر الجيري ملخصا ما أظهرته أشكال السطح في الاقليم الجبلي في الامارات من ظواهر متنوعة.


