قال الدكتور عبدالله محمد الأنصاري استشاري علاقات زوجية في محاضرته "الوافد الثقافي وأثره على الاستقرار الأسري" والتي ألقاها مساء أول من أمس في مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في أبوظبي: إن الإنماء الأسري تعبير عن ظاهرة ثقافية تحدث تغييرات في مفاهيم محددة تؤدي إلى تغيير اجتماعي يقود في النهاية إلى تنمية أسرية مرغوب فيها ، مستهلاً محاضرته التي أدارتها الإعلامية منال أحمد بالإشارة إلى أن التغير الاجتماعي سمة بارزة من سمات الوجود البشري ويؤدي إلى تغييرات في القيم الاجتماعية والمعايير والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة، والتي اتفق على تسميتها ثقافة المجتمع.

 

الإنماء الأسري

وأوضح الأنصاري أن هناك علاقة بين الوافد الثقافي والإنماء الأسري، في أي مجتمع ، فالإنماء الأسري تعبير عن ظاهرة ثقافية، تحدث تغييرات في مفاهيم محددة تؤدي إلى تغيير اجتماعي يقود في النهاية إلى تنمية أسرية مرغوب فيها.

وأضاف: من الآثار المفيدة والواضحة للوافد الثقافي على الأسرة في مجتمع الإمارات الاستفادة في استثمار نشر ثقافات ايجابية جديدة وتوصيلها لأفراد المجتمع، والتحذير من ثقافات سلبية جديدة وغريبة على الأفراد والأسر في مجتمع الإمارات.

وقال الأنصاري سأركز على توضيح الإجابة عن سؤال : ما آثار الوافد الثقافي على الاستقرار الأسري في مجتمع الإمارات؟ وأضاف: لتحقيق الإجابة عن هذا التساؤل، علينا الإجابة عن الأسئلة الفرعية التالية : كيف أثر الوافد الثقافي في صياغة قانون الأحوال الشخصية، في صالح الترابط الأسري؟ وإلى أي مدى أثر الوافد الثقافي على توجهات وأفكار الزوجين نحو الأسرة وخاصة في مرحلة الاختيار.

واستعرض المحاضر وسائل انتقال الثقافات الجديدة إلى مجتمع الإمارات، مشيرا إلى أنها تتلخص في الهجرات الداخلية، والهجرات المجاورة والقريبة، والوافدين من ذوي الكفاءات التربوية والتعليمية والتخصصية من أبناء الأمة العربية، والبعثات التعليمية لأبناء الإمارات لشتى أنحاء العالم، وزواج أهل الإمارات بنساء من دول وأقاليم ذات ثقافات متمايزة وحضارات مختلفة، ودور الاعلام، مؤكدا على أن كل عامل من هذه العوامل أثر بشكل ايجابي على تغيير المفاهيم الاجتماعية والحياة الأسرية تغييرا حقيقيا نلمس آثاره في كل يوم. كما ظهرت أنماط سلوكية مستحدثة طرأت على أفراد المجتمع وخاصة الأسرة وأعضائها، وحقق التفاعل المباشر بين الثقافات المتعددة والوافدة لمجتمع الإمارات، مجالات لإحداث التغير الاجتماعي، الذي كان من نتائجه ما نشاهده اليوم، موضحا أن ذلك لا يعني عدم وجود سلبيات إلا انه يمكن تحويلها إلى ايجابيات.

 

آثار ثقافية

استعرض الأنصاري آثار الوافد الثقافي على الترابط الأسري، مشيرا إلى أنها تتمثل في الأثر التشريعي وهو ما بدا جليا في مشروع قانون الأحوال الشخصية والأثر الشخصي الزواجي، وهو ما يعني أن يتم الاختيار الزواجي بناء على رغبة وإرادة الطرفين دون أي وسيط، فالإرادة الفردية هي العامل الأول في تنفيذ هذه الرغبة.

وأوضح: إن مرحلة التغير الاجتماعي، والانتقال في المجتمع عرضته لعملية مخاض صعبة خاصة وأن القبول بقيم جديدة تحمل في طياتها سلبيات، لم يعتد أفراد المجتمع على تقبلها، لذا يلجأ العديد منهم لتمجيد الماضي وقيمه الاجتماعية.

وشدد على أنه لا خلاف على أن الوافد الثقافي قد ترك آثارا إيجابية على التنمية الأسرية في مجتمع الإمارات، ولا يجوز تحميل الوافد الثقافي الآثار السلبية فقط من خلال فروض وتوجهات لدراسات معينة تركز على السلوكيات السلبية.

وفسر إن نتائج الوافد الثقافي في معظمها إيجابية، وذات فائدة ملموسة وواضحة في التنمية الأسرية والمحافظة على ترابطها وتماسكها. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل من أهمها: تحديد المعوقات التي تحد من تنمية الأسرة، لذا يحتاج الأمر للمزيد من الاستفادة من فرضيات ونتائج هذه المحاضرة لتقديم مزيد من الاهتمام بالوافد الثقافي، وذلك من خلال إيجاد خطوة تنموية للاستفادة منه.