منتدى السرد يستضيفها في قراءة مجموعة قصصية للطيفة الحاج
فتحية النمر: اللغة أداة مهمة في معمار الكتابة
فتحية النمر تتحدث في منتدى السرد | من المصدر
استضاف منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الكاتبة فتحية النمر في قراءة نقدية للمجموعة القصصية «300.3» للروائية والقاصة لطيفة الحاج، وأشارت النمر إلى إخلاص الكاتبة لطيفة الحاج للعمل الإبداعي بالرغم من أنها مقيدة باشتراطات الوظيفة والمهنة ولكن ذلك لا يمنع من يكرس وقتة للعمل الإبداعي ويتجه للكتابة حباً فتصير الكتابة شغفاً أو ربما هوساً.
وأضافت النمر في ملاحظاتها عن الكتاب 300.3 بأنه يتكون من عشرين قصة تراوحت في الطول بين الصفحة والنصف والثلاث صفحات وبعضها أتى متجاوزاً ذلك مستغرقاً ما بين الست والثماني صفحات، كما في قصة «الخادمة والوهم»، ومعظم القصص اتخذت من الحب والشوق والحنين إلى الحبيب الغائب والبعيد مرتكزاً عليه.
وفي حديثها عن اللغة التي استخدمتها الحاج تقول: اللغة كأداة مهمة في تشييد المعمار القصصي والروائي، بل الأداة الأهم، لغة المجموعة جاءت مكثفة وسلسة ومعبرة ومؤثرة ودالة ومحملة، لغة يمكن اعتبارها شعرية، لكن الشعرية المعقولة والمطلوبة التي وفقت من خلالها الكاتبة في فك الاشتباك بين جنسين أدبيين كثيرا ما يتداخلان عند القصاصين الذين انحدروا إلى السرد من بيئة الشعر بسبب عدم المقدرة لديهم على التمييز بين اللغة السردية ولغة الشعر.
مشاعر
وتكمل الكاتبة الحديث عن الحاج وتقول: الملاحظ على قصص الحب هنا أنها من النوعية المؤلمة التي تكون من طرف واحد، حيث البطل فيها وبشكل عام أنثى في مقابل الذكر الذي غالباً لا يعبأ، ولا يهتم ولا يقدر ويكلف نفسه حتى عناء السؤال، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، فيمتطي صهوة الجحود والنكران متسبباً في المزيد من مشاعر القهر والمرارة لمن ينتظره مترقباً على أحر من النار في الضفة الأخرى.
وعن عناصر البناء القصصي الأخرى قالت النمر: العناصر من سرد ووصف وبوح وتداعٍ وحوار، وإن كان داخلياً تمثل في حوار الشخصية ونجواها مع نفسها ومساءلتها ولومها وتقريعها كان له حضورها ودورها، مثلما كان لعنصري المكان والزمان الحضور والتنوع.
هناك أحداث تجري في الأمكنة المغلقة كالغرفة والمكتب والحمام، وأخرى تدور في أمكنة مفتوحة كالشارع والأسواق. ولم يكن المكان مجرد برواز وإطار يضم المشاهد لكنه عمل جنباً إلى جنب مع عناصر السرد الأخرى، خاصة الزمان على تبيان ملامح الشخوص وإعطائنا فكرة عن سماتها الداخلية تحديداً فضلاً عن دفعها الأحداث إلى النمو والتطور.
