ورشة عمل في ندوة الثقافة والعلوم

منهجية البناء المعرفي تعزّز الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل فعاليات وأنشطة ندوة الثقافة والعلوم في مجال نشاطها الثقافي والمعرفي الواسع في إثراء الحركة الثقافية في الإمارات، ولتعريف الشباب بطريقة البناء المعرفي، وتسهيل آليات ومهارات القراءة الذكية، قدم مساء أمس الأول الباحث الإماراتي خالد الجابري ورشة عمل بعنوان «منهجية البناء المعرفي»، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، حضرها عدد كبير من المشاركين والمهتمين بمعرفة معالم البناء المعرفي.

محاور ومقدمات

وضع الجابري في ورشة العمل بين يدي المشاركين مجموعة معايير ومحاور حول القراءة، ليكتشفوا ما لم يكتشفه أحد سواهم، حيث استعرض محاور عدة أهمها: صفات المثقف المتكامل، ومعالم البناء المعرفي، وكيف تبني ثقافتك، إضافة إلى مقدمات وفوائد عن العلوم الاجتماعية والإنسانية.

القراءة الذكية

وأكد الجابري أن القراءة الذكية تعتمد على الاختيار الذكي من خلال تحديد المجال من المعرفة والقراءة والتصفح للعنوان والفهرس والمقدمة وإعداد القوائم عبر مراجع الكتب المفضلة، مرتئياً أنه عند القراءة يجب التأكد من الفهم لهيكلية الكتاب، والربط بين الأفكار، مع ضرورة التعامل مع الكاتب كونه صديقاً، كما أوضح أن القراءة التخصصية تعتمد في الأساس على المواضيع التي نود البحث فيها وتعلمها ودراستها.

الثقافة المتكاملة

ويرى الجابري أن المعرفة وبناء الأفكار من المعايير المهمة لمحاربة التعصب والإرهاب، معتبراً أن قراءة الكتب الجيدة ومناقشتها أهم من قراءتها فقط، فهي تضيف ثراء لتجربة القراءة وتفتح آفاق المعرفة والثقافة والأفكار حول موضوع الكتاب، مشيراً إلى أهمية الفاعليات، التي تسمح بمناقشة الكتب، فهي تعتبر وسيلة مهمة للغاية.

كما ناقش الباحث مفهوم الثقافة المتكاملة، موضحاً أنها تدور حول العلوم المختلفة وليست التخصص في مجال محدد، لافتاً إلى أن من ثمرات الثقافة المتكاملة الاقتراب من الحقيقة والفهم الكامل، الذي يؤدي إلى الوصول إلى الإبداع والانفتاح والموضوعية، بينما الثقافة المتناثرة تؤدي إلى الجمود والفهم الناقص والتحيز والتعصب.

الدوائر الثلاث

استعرض الباحث في الورشة الدوائر الثلاث للمعرفة، والتي أهمها تحديد مجال التخصص وقراءة كتب في مجال التخصص بنسبة لا تقل عن 50 في المئة من إجمالي الكتب المقروءة للشخص، ثم الاطلاع على مجالات تدعم مجال التخصص، وتساعد في زيادة ثقافة الفرد وتكون نسبتها لا تقل عن 30 في المئة من إجمالي الكتب المقروءة، ثم التوسع في دائرة المعرفة من خلال قراءة كتب متنوعة لا تقل نسبتها عن 20 في المئة.

المعرفة والإبداع

وعن الفرق بين المثقف والمفكر قال الجابري: المفكر يزيد على المثقف بالعمق والشمولية والإبداع، بينما الفيلسوف يزيد علي المفكر بالتجريد وصناعة المفاهيم، ويرى الباحث أن أهم وسائل تحصيل المعرفة هي الاحتكاك المباشر بالمبدعين والمتميزين، فهي وسيلة تحفز المثقف للتعرف على أفضل طرق الإبداع والتفكير لدى الآخر.

Email