أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، «معرض القراءة طاقة إيجابية» في حديقة زعبيل في دبي، في إطار جهودها لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واعتماد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتخصيص عام 2016 عاماً للقراءة.

افتتح المعرض سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بحضور جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ومروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم، وخالد علي الفلاسي مساعد مدير عام بلدية دبي، وعدد من المسؤولين والطلاب والمعلمين.

يهدف «معرض القراءة طاقة إيجابية»، والذي يستمر لمدة عام كامل، إلى تعزيز القراءة في المجتمع، إضافة إلى تسليط الضوء على الكتاب والأدباء الإماراتيين.

ويضم عدداً من الأركان الثقافية والمعرفية منها معرض دائم للكتاب ومنتدى «القراءة طاقة إيجابية» و«عالم معرفة الطفل» وركن «القراءة الذكية» وحائط القراءة الحسي، و«المجلس الإماراتي»، إضافة إلى مقهى ثقافي.

مبادرات المعرفة

في كلمته خلال افتتاح المعرض، قال سعيد الطاير، إن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم رائدة في نشر ونقل وتوطين المعرفة، وتطلق العديد من المبادرات المعرفية الهادفة إلى المساهمة في بناء مجتمع المعرفة، في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في أن تتصدر دبي المشهد العالمي كمدينة تمتلك اقتصاداً قوياً مبنياً على المعرفة، ورؤية قيادتنا الرشيدة بأهمية غرس ثقافة القراءة وترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة..

والنهوض باللغة العربية وتعزيز مكانتها وتشجيع القراءة من خلال توفير الكتاب وجعله في متناول الجميع لضمان إحداث تغيير سلوكي إيجابي في مجتمعنا، من خلال تنشئة جيل قارئ مُطّلع يسهم في تعزيز مسيرتنا الثقافية».

مبادرات رائدة

وتابع الطاير: «المجتمع القارئ مجتمع متحضر، مواكب للمتغيرات، رائد في التنمية ومتقبل لكل الثقافات»، كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تلخص الرؤية الحكمية لقيادتنا الرشيدة في تأسيس مجتمع قارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، إيماناً منها بأهمية القراءة في حياة الشعوب، وانعكاسها على تقدمها وتطورها.

وتتجلى هذه الرؤية في مبادرات رائدة تعزز من قيم المعرفة والعلم وبناء الإنسان، من بينها توجيه سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، ببدء الإجراءات التشريعية لإعداد «قانون القراءة» لمأسسة الجهود واستدامتها وجعل القراءة جزءاً أساسياً من عمل وصلاحيات وواجبات الجهات الحكومية..

و«الخطة الاستراتيجية للقراءة» التي تتضمن العديد من البرامج التي تعمل بشكل متكامل ومتوازٍ لتغيير واقع القراءة في مجتمع الإمارات بحلول عام 2026 وجعلها أسلوب حياة، لتصبح القراءة عادة لدى 50% من البالغين الإماراتيين، و80% من طلبة المدارس، إضافة إلى إطلاق الصندوق الوطني لدعم القراءة بميزانية 100 مليون درهم.

ثقافة القراءة

وفي كلمته خلال المؤتمر، قال جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم: «في هذا اللقاء الاستثنائي، نطلق مبادرة جديدة من نوعها تشكل إضافة نوعية لمبادرات الدولة الخلاقة، والساعية إلى تعزيز ثقافة القراءة والبحث عن المعرفة في مجتمعِ الإمارات.

وقال إن هذه الخطوات الرائدة في مسيرة المعرفة والقراءة بمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد انتقالها لمرحلة جديدة قائمة على نشر ونقل وإنتاج المعرفة، والتأسيس لأجيال مثقفة، وواعية، وقادرة على استيعاب ثقافات الآخرين، والتعبير عن ثقافتها بشكل حضاري ومتميز، من خلال جعل القراءة جزءاً لا يتجزأ من يوميات حياتهم.

وما يحدث اليوم من خطط ومشاريع على المستوى الوطني، بهدف دعم القراءة، يجعل الإمارات سباقة في مسيرة تقوية وتعزيز مكانة الثقافة العربية بين الأمم، والتي كانت في الأزمنة الغابرة هي الأولى والمتميزة، وساهمت في تأسيس العلوم، وظهور الاكتشافات العلمية، وكانت بغداد ودمشق وحلب وفاس ومراكش والقاهرة، مراكز علمية للعالم بأسره».

استكمال

قال جمال بن حويرب: «لا تكتمل مسيرة التنمية المستدامة في مجتمع ما، إلا باكتمال عناصر التفوق والتقدم، ومن المؤكد أن المعرفة هي أهم عناصر هذا التفوق سواءً على الصعيد الاقتصادي أو العلمي أو الثقافي، والتي نستمدها ببساطة من القراءة.

ونحن اليوم نقدم لمجتمع الدولة «معرض القراءة طاقة إيجابية» الذي يهدف إلى نشر ثقافة الاطلاع وترسيخها بين فئات المجتمع، من خلال طرح مجموعة متميزة من الفعاليات والأركان في المعرضِ، والتي صممت خصيصاً لتحفز حب القراءة لدى الصغار قبل الكبار، ما يسهم في تأسيسِ جيل متعلم وقارئ، ومطلع على تطور المجتمعات من حوله، وفي المجالات كافة».

إشادة

كما أشاد خالد علي بن زايد، مساعد مدير عام بلدية دبي بالمبادرة، وبجهود كل من هيئة كهرباء ومياه دبي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، في تنفيذ هذه المبادرة، مشيراً إلى أن بلدية دبي تقدم جميع التسهيلات التي من شأنه المساهمة في مثل هذه المبادرات في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة.

يضم «معرض القراءة طاقة إيجابية»، عدة أركان في خيمة كبيرة مكيفة على مساحة 1000 متر مربع بالقرب من بوابة رقم (2) في حديقة زعبيل، تشمل معرضاً دائماً للكتاب، يتم تخصيص شهر كامل فيه للناشرين الإماراتيين، إضافة إلى مشاركة دور النشر العربية والعالمية.

حائط ملهم

يساعد حائط القراءة الحسي الطلاب على كتابة القصص بالاستعانة بحواس البصر واللمس والسمع. وفي ركن «القراءة الذكية»، يتم عرض أهم التقنيات والأجهزة الذكية التي تساعد القراء وتحفزهم إلى القراءة. وتشارك المدارس في فعالية «تحدي القراءة العربي» من خلال قراءة الطلبة للقصص وتلخيصها وتحليلها، وإجراء نقاشات حولها، إضافة إلى ألعاب ترتبط بعالم الطفل وتساعد على التركيز والتحليل.