تعكس مسيرة الكاتبة أنابيل كارميل، التي حققت كتبها في بريطانيا المرتبة الثانية ضمن أعلى مبيعات للكتب الواقعية ذات الغلاف المقوى في تاريخ بريطانيا، مسيرة نجاح الكاتب الذي يؤمن بحلمه ولا يستسلم للفشل مهما كانت الصعوبات. وبهدف التعرف على عوامل نجاحها، التقت بها «البيان» على هامش جلسات المهرجان.

تقول أنابيل التي أصدرت 41 كتاباً تجاوز اجمالي مبيعاتها أربعة ملايين نسخة، عن مسيرتها مع الكتاب على مدى 25 عاماً والتي توجتها بإصدار كتاب يوثق تجربتها: «لم أكن لأتصور مسار حياتي الحالي، فأنا بالأصل موسيقية عازفة للهارب، وحينما توفيت طفلتي الأولى التي لم يتجاوز عمرها العامين، دخلت في مرحلة اكتئاب ولم أخرج منها إلا بعد حملي بطفلي الثاني نيكولاس، والذي دفعني رفضه لتناول الطعام إلى البحث عن وصفات لأطعمة الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر وعام. واكتشفت الفجوة القائمة لتلك المرحلة العمرية وبدأت بعمل وصفاتي الخاصة التي تساعد طفلي على تناولها».

منعطف مفصلي

تنتقل إلى الحديث عن المنعطف المفصلي في حياتها المهنية قائلة: «شجعتني العديد من صديقاتي على جمع وصفاتي في كتاب، كي يستفيد منها أكبر عدد من الأمهات. وبعد تفكير جاد بالمشروع زرت معهد البحوث المختص بصحة الطفل بهدف معرفة الغذاء الأمثل لتلك المرحلة العمرية. وعليه بدأت بابتكار الوصفات التي استعضت فيها عن الملح والسكر بالتوابل الصحية المضافة إلى الخضار واللحوم».

وتصف رحلتها بحثاً عن ناشر لكتابها قائلة: «رفضت جميع دور النشر التي طرقت بابها في بريطانيا نشر كتابي بحجة تجارب مماثلة حققت فشلها في الماضي، وبقيت على هذه الحال لمدة عامين ونصف. وتشاء الصدف أن يتحدث أحد الأصدقاء عن كتابي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وتبنته إحدى دور النشر الأميركية لتنفد الطبعة الأولى بعد ثلاثة اشهر من نشره».

شغف الكاتب

وتقول أنابيل الأم لثلاث أبناء بحماس: «هذا الكتاب فتح لي آفاقاً واسعة وجدت فيها نفسي، لأتعاون مع العديد من الجهات من المحطات التلفزيونية إلى المتاجر وغيرها، لأصدر بعدها وجبات الأطفال الجاهزة وغيرها للكبار التي تحمل اسمي».

وردت علينا قائلة لدى سؤالها كيف يمكن للكاتب الناشئ أن يعرف إن كان كتابته ذا قيمة فعلياً أم أنه يعيش في وهم غروره: «شغف الكاتب بموضوعه الذي يلامس قلبه، كفيل بمساعدته ليكون الناقد الأقسى على عمله».

3 أكاديميين يضيئون عوالم شكسبير في مئويته الرابعة

ضمن فعاليات مهرجان الإمارات للآداب استضافت جلسة «شكسبير بالعربية» بمناسبة احتفالية مرور 400 عام على وفاة الشاعر والمسرحي العالمي وليم شكسبير «1564-1616م»، ثلاثة أكاديميين ممن ارتبطت مسيرتهم المهنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأعمال شكسبير المسرحية، وهم المخرج والكاتب المسرحي سليمان البسام الذي اقتبس عدداً من أعماله المسرحية من روائع شكسبير مثل «ريتشارد الثالث» وهي سبق أن عرضت قبل سنوات في الشارقة و«هاملت»، وأستاذ الأدب الانجليزي في جامعة العين عبدالله الدباغ الذي أصدر كتاب «شكسبير المشرق والنقاد»، والمؤرخ البريطاني جون جوليوس.

تاهت في تلك الجلسة بوصلة الحوار بين المتحدثين الثلاثة، الذي تحدث كل منهم في اتجاه مختلف مثل البسام الذي قال انه انتهى من مرحلة شكسبير التي استمرت لعشر سنوات نتيجة الانتقادات الحادة التي واجهها ومحورها «هل خلت ثقافتنا العربية من المبدعين لنقتبس من شكسبير؟».

وأشار إلى أن الترجمات العربية لم تحمل عمق المسرحيات وتأويلاتها المتعددة التي تحملها نصوصه، مما دفعه إلى الاقتباس من أعماله بتأويلات يسقطها على سياسة الواقع العربي.

بينما طرح الدباغ نظرية قلة من النقاد العرب التي تفيد أن أصل شكسبير عربي نظراً لتناوله مسرحيات كان الشرق حاضراً فيها ومنهم صباح الخلوصي الملقب بأمير الأدب العراقي «1917-1995».

وشكلت تلك النظرية مدخلاً للنقاش حول مرجعية شكسبير في كتابته لمسرحية «عطيل»، وأبعاد هذا العمل الذي يقول جوليوس انه انتقاد للعنصرية التي فهمها بالعكس معظم النقاد في الغرب.

كما تحدث جوليوس عن بدايات شغفه بأعمال شكسبير والتي بدأت عندما اصطحبته أمه لحضور مسرحياته خلال احتفالية بأعماله في لندن، وكان يشاهد ثلاثة من مسرحياته كل يوم. ويقول ان أكثر ما استوقفه في أعماله الشخصيات المركبة المفعمة بالحياة، والتي كانت دافعا ليكتب بعد سنوات كتابه «ملوك شكسبير».

مثابرة

تجارب سينمائية

اجتمع فريق من طالبات كليات التقنية العليا بدبي، في المكتب الإعلامي لمهرجان طيران الإمارات للآداب، وانهمكت كل واحدة منهن في عملها على حاسبوها المحمول لعدة ساعات.

وفي اللحظة التي خرجن فيها من حالة التركيز، سألتهن «البيان» عن طبيعة عملهن ومشاركتهن في المهرجان.   تقول رئيسة الفريق شيخة بن خميس: «يضم فريقنا 25 طالبة ونعمل ضمن فريقين بالتناوب. وتتمثل مهمتنا في تزويد إدارة المهرجان بأفلام فيديو لمقابلات يتم تنزيلها على موقعهم في الانستغرام.

والمطلوب من كل طالبة تسليم كل يوم ولمدة ثلاثة أيام أربعة أفلام، مدة ثلاثة منها 15 ثانية والأخير خاص بالمقابلات ومدته دقيقة»، ونحن نعمل حالياً على منتجة أفلامنا قبل إنزالها. ويتم بعد عودتنا إلى الكلية مراجعة أعمالنا من قبل أستاذتنا ليتم نقدها وتقييمها وحصولنا على علامتنا. ويمكن لمن يرغب بمشاهدتها الدخول إلى موقع انستغرام المهرجان #EAFOL16.  

غذاء 

تقول أنابيل : «أتطلع لإطلاق منتجات غذائية في دبي، والتعاون مع الجهات المعنية بصحة الرضع لنشر المزيد من التوعية بين الأمهات، حول الغذاء الأمثل لأطفالهن، خاصة وأن البعض يحجبن عدداً من الأغذية عن أطفالهن حتى إكمالهم العام دون إدراكهن أنهن يتسببن بنقص مناعة الطفل ».  

اتفاق   

 المحور الذي اتفق عليه الجميع أن سر خلود مسرحيات شكسبير، أنها تعتمد في البداية على عنصر متعة الفرجة البصرية، والعنصر الدرامي في الحبكة التي تصلح لكل زمان ومكان من الصراع الإنساني الأزلي بين قوى الخير والشر، والأطماع والأحقاد، والعنصرية العرقية، وعلى بعد موازْ صراع الإنسان الداخلي بين نوازع النفس ومنظومة القيم والضمير. كذلك تباين لغة وخطاب الشخصيات في أعمالهم تبعاً لمكانتهم الاجتماعية مما يغني النص وواقعية الشخصيات.