شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم نائبة رئيس مجلس إدارة »هيئة الثقافة والفنون في دبي«، نائبة رئيس مؤسسة الإمارات للآداب، أول من أمس، بفندق انتركونتننال في دبي حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان طيران الإمارات للآداب، في دورته الثامنة، التي تصادف استحقاقات عام القراءة 2016..
وتتواصل فعالياته حتى 12 مارس الجاري، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتتعاون على تنظيمه شركة طيران الإمارات، وهيئة دبي للثقافة.
وشهد مراسم الافتتاح عدد من كبار المسؤولين، ولفيف من الأدباء والمثقفين والطلاب، وأعداد غفيرة من الزوار، توافدوا لإنجاح الحدث، احتفاء بالآداب والفنون، سعياً وراء تلاقح الأفكار وتفاعل الثقافات والمعارف العالمية في رحاب دبي.
استهل الحفل أطفال كورال المهرجان، الذين أدوا النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونشيد المهرجان »الزمن«، الذي جاء مميزاً، وهو يقدم للمرة الأولى. ثم ألقى معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، كلمة، أكد خلالها أن المجتمع »المثقف«..
هو المجتمع الذي تستخدم فيه القدرات التعبيرية والمدرِكة للجسد الإنساني إلى حدودها القصوى، لأنها هي من يزودنا بالوسائل الرئيسة لإقامة الصلات وتبادل الأفكار، وهو الدور المحوري الذي يقوم به مهرجان طيران الإمارات للآداب منذ انطلاقته.
وأشار معاليه إلى أن الثقافة عنصر أساسيّ يقع في صلب مشروع دولة الأمارات العربية المتحدة للتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والعالم العربي بوجه عام، بحاجة إلى ثقافة إيجابية، تؤمن بالتسامح، وتطرح حلولاً عملية للتعايش، ومبادرات حضارية للتحديات الفكرية التي تواجهها الأمة..
وبذلك، تصبح هذه الفعاليات مصدر إلهام وابتكار، واستثماراً أمثل للأفكار المبدعة والملهمة، وإلا فكيف يمكن للإنسان أن يكون عضواً فاعلاً في الحراك الاجتماعي والتنموي والاقتصادي، ودفع عجلة التقدم الحضاري، فهي تمثل تلك المعارف المتراكمة..
والتي تثمر وجهات نظر معينة، تصطبغ بها الحياة بالكامل، أي هي تلك المكتسبات العقلية والمستمدة من تلك المجموعة المتراكمة من المعارف، والتي تعمل على تشكيل وجهة نظر وأسلوب في الحياة، يؤثر في الإنسان نفسه والمجتمع بأسره، والأدب رافد رئيس من روافد الثقافة، ليست ترفاً في حياة الأمم والأفراد، شاءت أخذت بها أو تركت، بل الثقافة ركيزة هامة جداً للتقدم والنهضة.
نشاطات ممتدة
وخلال كلمتها، لفتت إيزابيل أبو الهول، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، ومدير مهرجان طيران الإمارات للآداب، إلى أن المهرجان تم التخطيط له، ليكون لكل فئات المجتمع من الأطفال والكبار، وقد نجح في جذب كل الفئات فعلاً. وكان اللافت، حجم الإقبال على الكتب، وهو ما سعت إليه اللجنة المنظمة..
حيث وضعت نصب أعينها، تشجيع محبي الكتاب والقراءة، وقد تحقق ذلك في هذه الدورة، وأضافت، إنها المرة الأولى التي يتم بها نشر أسماء المؤلفين على مراحل منذ شهر يونيو..
وكذلك هي المرة الأولى، تترافق الدورة وتتزامن مع مبادرة »عام 2016.. عام القراءة«، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليتضمن المهرجان طرح أكثر من 250 جلسة، تستوعب الأدباء العالميين ..
وقالت لقد أذهلنا التنامي الكبير للمهرجان في وقت قصير، يعود ذلك للكتّاب والمتحدثين الرائعين، الذين يبثون الفرحة في نفوس آلاف الجماهير التي تتوافد على المهرجان، وإلى الرعاة الرائعين والداعمين للمهرجان، الذين لهم الفضل في تحقيق النجاحات المتواصلة، وفي نشر حب المطالعة في النفوس يوماً بعد يوم.
مؤلف جيمس بوند
ومن جانب آخر، شارك في الاحتفالية نخبة من نجوم الأدب، يتقدمهم مؤلف جيمس بوند، أنتوني هورويتز، الذي قرأ نصاً من أشهر روايات جيمس بوند، كما شاركت الممثلة والكاتبة المسرحية، ميرا سيال، الممثل المسرحي البريطاني الحائز على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون، روبرت ليندسي، في تقديم أداء تمثيلي مباشر أمام الحضور، يستند إلى مسرحية ماكبث لشكسبير.
وحول التجارب الذاتية الإماراتية في مجال الآداب وفنونه، ومتغيراتها ذات الملامح المتعددة عبر الأجيال المختلفة، تحدث الكاتب علي أبو الريش، إلى جانب ريم الكمالي، والكاتب عبد الله علي حسن، الكاتب الإماراتي الأصغر سناً في المهرجان، وتكللت فعاليات الافتتاح بمشاركة شاعرة المملكة المتحدة، كارول آن دافي، بمرافقة موسيقى جون سامبسون، ورائد الفضاء كريس هادفيلد، الذي ألقى كلمة الختام.
تكريم فلاناغان
تم تكريس الأمسية لذكرى الراحل السير موريس فلاناغان، نائب الرئيس التنفيذي السابق لطيران الإمارات، المؤسس المشارك لمهرجان طيران الإمارات للآداب، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب. فقد كان السير موريس شاعراً متمرساً وكاتباً موهوباً، وتم منحه جائزة شخصية العام في مهرجان طيران الإمارات للآداب 2016، تكريماً له وعرفاناً بدعمه للمهرجان. وتفضل معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بتقديم الجائزة لعائلة السير موريس، كما قام ابنه جوليان فلاناغان، بإلقاء إحدى قصائد والده، استحضاراً لذكراه.


