«منذ أن سلكتُ دروب الفروسية، ظلت تراودني أسئلة عامة على شاكلة: لماذا تريدين ركوب الخيل؟ ألا تخشينها؟ ماذا لو تعرضت لحادث سقوط؟ لماذا اخترت هذه الرياضة المحفوفة بالأخطار والتحديات؟...

تلك كانت طبيعة الأسئلة التي أسعى إلى الإجابة عنها، ولكن بشيء من الإسهاب والتفاصيل، إذ لا تجدي الإجابات المقتضبة نفعاً في مواجهة تلك الأسئلة العميقة»، بهذه السطور، قدمت الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم، كتابها الجديد «تجارب من مسيرة فارسة عربية»، الذي يطل للمرة الأولى بنسخته العربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

ليكشف لنا الكتاب عن مدى عشق الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم، للخيل، لا سيما أن كافة تجاربها الواردة فيه، مستوحاة من الفروسية التي تغيرت نظرتها إلى فنونها منذ أن بدأت بممارسة ركوب الخيل لأول مرة، عندما كانت في عمر الرابعة، لتتعمق هذه التجارب مع استمرار الشيخة حصة في عالم الخيل، بعد أن أصبحت مالكة للخيول وإسطبلاته وفرق الفروسية الخاصة بها.

ترعرعت الشيخة حصة وسط كوكبة من الفرسان، فوالدها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، يتمتع بشهرة واسعة في أوساط سباقات الخيول، كما يعد مرجعاً عالمياً في هذا المجال، لما يمتلكه من دراية عميقة ومعارف جمة في الفروسية والخيول.

وفي كتابها «تجارب»، الذي يقع في 156 صفحة، تضم 6 فصول رئيسة، تبدأ بالصداقة وتنتهي بالقيادة، تقدم الشيخة حصة رحلتها الشخصية مع الفروسية، وتفصح عن مجموعة من تجاربها الشخصية وخبرتها على صهوات الخيل، منذ نعومة أظفارها، كما توضح فيه مدى استفادتها من والدها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في هذا المجال، فطالما كان سموه المحفز والدافع لها للاستمرار في عالم الفروسية.

جياد البوني

وتقول الشيخة حصة في أحد فصول الكتاب، بعنوان «المحاربون الثلاثة»، أنها عندما كانت «في سن السادسة، كان لي ثلاثة جياد صغيرة الحجم، لم تكن ملكي، بل كنت أستخدمها للركوب، إذ كانت تعود لإخوتي منذ أن تلمسوا خطواتهم الأولى على صهوات الخيل، وبما أنهم شبوا عن الطوق، وأصبحت تلك الجياد الصغيرة لا تصلح لهم، فقد آلت جميعها إلي، لا شك في أن ذلك كان رائعاً، باستثناء مشكلة واحدة.

وهي أنني لم أكن أحبها!» وتذكر في الفصل ذاته، عدم قدرتها على وصف الحزن وهي تشاهد عامل السن يداهم تلك الجياد، الواحد تلو الآخر، وتقول: «لم يكن يخطر يوماً على بالي، أن جياد البوني الثلاثة التي كانت مصدراً للإزعاج والخداع والأذى، سيكون لها مكان في قلبي، أو سأذرف الدمع تعاطفاً معها، لكن كل ذلك حدث بالفعل، وستظل دوماً ضمن خيول البوني المفضلة لدي».

علاقة

في كتابها، تقول الشيخة حصة، إن «الهدوء والطبيعة الحانية للنساء، يتيحان لهن القدرة على تأسيس علاقة أفضل بالخيول، وهناك مقولة أعجبتني لامرأة حكيمة: «يستطيع الرجال إجبار الخيول على ما يريدون، لكننا النساء، نستطيع إقناع الخيول بأن تفعل ما نريد».

في هذا الكتاب، الذي يحمل بين طياته العديد من التجارب التي خاضتها الشيخة حصة، تورد أن «أفضل قرار اتخذته حتى الآن، هو حينما قلت لأبي ذات يوم: «أبي، أريد حصاناً!»، فما كان منه إلا أن رحب بي في عالم الخيول أيما ترحيب، ثم عرفت وأحببت تلك المخلوقات النبيلة التي حبانها الله بها».

«تجارب» كتاب أرادت الشيخة حصة لقراءه الاستمتاع به، سواء كانوا عشاقاً للخيول أم لا، وبينت أن هذه التجارب ليست سوى اعترافات صادقة لفتاة عربية، اشتهرت بلقبها «معجبة الخيول» ومحبة لها.