كتاب لمحمد ولد محمد سالم عن مجلة دبي الثقافية

«على الهامش» قراءات عابرة في روايات عربية معاصرة

■ غلاف الكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وظيفة ما يُكتب «على الهامش» هي التذكير بأفكار النص وتقييد الملاحظات المتعلقة به في جمل مختزلة وانطباعية، بعيدة عن التحليل والتفصيل، لصيقة بذات القارئ ورؤاه الشخصية، ويتضمن كتاب «على الهامش» الصادر عن مجلة «دبي الثقافية»، ملاحظات في حب الرواية، حيث يقدم محمد ولد محمد سالم قراءات عابرة في روايات عربية معاصرة، تخلو من الصرامة المنهجية اللازمة في كل عمل نقدي، ذلك لأنها في الأساس ليست نقداً ولأن كاتبها أيضاً لا يمتلك من أدوات النقد سوى ملازمة الرواية قراءة وكتابة.

صرامة منهجية

ويؤكد محمد ولد محمد سالم أنه ليس ناقداً في «على الهامش»، ذلك لأن طبيعة المقال الصحفي لا تسمح بالتوغل في الصرامة المنهجية التي يقتضيها النقد.

ويشير إلى أنه حتى لو امتلك الكاتب الصحفي أدوات النقد وخبر مناهجه، فإنه لن يستطيع أن يمارسه بشكل عملي محكم من خلال الصحافة، لأن الصحفي يكتب وعينه على القارئ من حيث هو، سواء كان مثقفاً أو غير مثقف، متخصصاً أو غير متخصص، فيقدم له السهل المبسط الذي يفهمه ويتفاعل معه.

النقد

وأوضح محمد ولد محمد سالم أنه لا مجال في الصحافة للمصطلحات والمفاهيم الدقيقة الدلالة والمناهج الصارمة، وهنا يكمن الحد بين النقد العلمي الأكاديمي وما يسمى النقد الصحفي، حيث إن دقة المفاهيم وصرامة المصطلحات شرط منهجي في كل ممارسة نقدية أكاديمية، ولا بد لمن يقوم بها أن يحدد مفاهيمه التي ينطلق منها ومنهجه الذي يسير عليه، وأن يظل وفياً لهما، أما الكتابة النقدية الصحفية فمن أهدافها الإخبار عن النص والتعريف به وتقييمه تقييماً عاماً، ما يساعد القارئ على متابعة الجديد ويوجه اختياراته عند ذهابه لاقتناء الكتب.

القارئ لكتاب «على الهامش» سيلاحظ أن جميع المقالات التي جمعها المؤلف ونشرها، لها ميزات خاصة، فنظراً لكون معظمها عبارة عن ممارسة قرائية تعكف على نصوص معينة وليست تنظيراً مجرداً، فهي تقدم للقارئ دليلاً إرشادياً حول تلك النصوص التي قد لا يكون قرأها، كما تعطيه خلاصة عنها، وتقييماً لقيمتها الفنية.

راهنية النصوص

إن راهنية النصوص التي عالجها محمد ولد محمد سالم، تجعلها تقدم صورة عن واقع الرواية العربية، وتوجهاتها الفنية وأسئلتها الفكرية والاجتماعية، لا سيما وإن غالبية المقالات التي تضمنها الكتاب سبق نشرها في جريدة الخليج بين 2009-2013، وتتميز بأن بعضها قصير جداً أما البعض الآخر فهو طويل نسبياً.

رؤية ثابتة

وفي الظاهر لا تتبع القراءات منهجاً محدداً لكنها تنطلق من رؤية ثابتة ومعايير محددة، ومن بينها: «الحكاية» وهي أن تكون هناك شخصيات تتحرك في إطار أحداث مترابطة، وتصاعد مستمر نحو النهاية، وعنصر الإقناع في بناء الأحداث، ورؤية فكرية أو ما يسمى اصطلاحاً منظوراً روائياً، وهو ليس رأياً صريحاً يقدمه الروائي ويناقشه بشكل مباشر على صفحات روايته.

إضاءة

محمد ولد محمد سالم كاتب روائي موريتاني ورئيس اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي في الشارقة، صدرت له روايات من ضمنها: «أشياء من عالم قديم» عام 2007، و«ذاكرة الرمل» عام 2008، و«دروب عبد البركة» عام 2010.

Email