«تاريخ وفن الخط العربي» في دبي مول.. جسر تواصل ثقافي وحضاري

■ محمد عبيد هلال خلال زيارته المعرض | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحظى معرض « تاريخ وفن الخط العربي»، الذي يقام في دبي مول ويختتم اليوم، بشعبية وإقبال كبيرين، يشيد زواره معهما بغنى الأعمال وتركزها جسرا للتواصل بين الثقافات الأجنبية المختلفة والثقافة العربية التي تعكس اللوحات في المعرض مدى ما شهدته من ماض عريق، متيحا الفرصة لمرتادي المعرض، في الوقت نفسه، من كافة الجنسيات والأعمار، للتعرف إلى اللغة العربية بتاريخها وفنونها المتعددة.

وشهد المعرض، الذي يقام برعاية مبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية1971، على هامش «ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر»، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري، توافد مئات الزوار يوميا من جنسيات مختلفة، وهذا يدلّ على نجاح المعرض، والتوفيق في اختيار المكان.

وأبدى زوار للمعرض، إعجابهم بفكرته وتوقيت إقامته وكذلك في مكان استضافته، مشددين على أهمية مثل هذه المعارض في الحفاظ على الهوية والأصالة والتاريخ العربي، وخلق علاقة أخرى أجمل وأشدّ وثاقا بين مراكز التسوق والجمهور، بحيث تتجلى علاقة فكرية وروحانية لا تقتصر على التسوق وحسب.

استقطاب الجيل الجديد

يقول الإعلامي محمد عبيد هلال، من قناة سما دبي: «أحب زيارة المعارض المتخصصة بشكل عام، وأحببت هذا المعرض كثيرا، حيث يضم لوحات كثيرة مميزة، كما أنه جاء في وقته في شهر رمضان المبارك، وفي مركز تسوق ضخم يدخله آلاف الزائرين يوميا، وهو ما يتيح الفرصة للتعريف بفنون الخط العربي وتاريخه وتقديمه إلى أكبر عدد ممكن من الناس من مختلف الشرائح والجنسيات». ويتابع : «إن فوائد مثل هذه المعارض تكمن في استقطابها الجيل الجديد، لتعزّز لديه روح المعرفة وتعرفه بتاريخ اللغة العربية وأنواع خطوطها، والتي تعكس حضارة العرب والمسلمين الغنية، كما أنها تمنح الجيل الجديد الثقة بالنفس وبتاريخنا العظيم، وتدعوه للافتخار بهذا الإرث الثقافي العريق، أمام زوار دبي من الجنسيات الأجنبية غير العربية، والتي لا تعلم شيئا عن الحضارة العربية».

العودة إلى الجذور

يؤكد يوسف حنا، الذي كان يتجوّل في المعرض بإعجاب، ويدقق في كل لوحة على حدة وكأنه يتحدث معها، أن المعارض الثقافية من شأنها أن تهذب الإنسان وترتقي بفكره. ويردف: « وأنا شخصيا أحب زيارتها، ولكنني سعيد أكثر بزيارة معرض تاريخ وفن الخط العربي تحديدا، فهو يعيدنا إلى أصلنا وماضينا وحضارتنا العربية».

يضيف حنا، وهو مهندس معماري من العراق: «إن جمالية هذا المعرض تكمن أيضا في توقيته، فهو ذات ارتباط وثيق بشهر رمضان الفضيل».

لغة متفردة

من جهته، يقول خالد نبهاني، من عمان: « رأيت المعرض بالصدفة أثناء تجوّلي في دبي مول، وشدّتني إحدى اللوحات فحاولت فكّ خطوطها، ووقفت أمامها كثيرا في محاولة مني لقراءتها، ومع ذلك كنت سعيدا بالأمر فهو يشكل تحدّيا لي مع اللغة العربية». ويضيف: «أعجبتني فكرة المعرض وتوقيته، وهذا يدلّ على أن لدينا تاريخا وإرثا حضاريا وثقافيا غنيين، ولغتنا العربية ليس لها شبيه أو مثيل إذ لا يمكن أن تستوعب أية حروف أخرى مثل هذه الفنون».

في عيون الأجانب

يحظى المعرض بإعجاب وإقبال نوعيين، من قبل الزوار الأجانب، خاصة الذين شدتهم اللوحات. وفي الصدد، يحكي جوسف كي- من الفيلبين- عن انطباعاته: «إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذه اللوحات، وشدتني من بعيد لجمالها وغرابتها..إنه فن جميل، وخطوط جميلة لم أرَ مثلها من قبل». أما لويس (من إسبانيا)، فيقول : «إنه معرض جميل، يذكرنا بحقبة من تاريخنا في إسبانيا، حيث كانت اللغة العربية هي السائدة، بالنسبة لي فاللغة العربية ليست شيئا غريباً، إنها لا تزال حتى اليوم حاضرة في المساجد ببلادنا، وهي قريبة منا عاطفيا، حتى إنني تعلمت شيئا منها من خلال أصدقائي العرب الذين درسوا معي في الجامعة».

Email