ندوة متخصصة في الشارقة ناقشت استراتيجيات النهوض بها

«السياحة الثقافية» رؤى تحدد وجهات أسفارنا

■ جانب من فعاليات الندوة | تصوير - غلام كاركر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن نختار وجهتك السياحية وفقاً للمعالم والإنجازات الثقافية للدولة المختارة، فهذا يجعلنا نعيد النظر بمفهوم وأهداف السياحة، وأن تكون المتاحف على أنواعها أو معارض الكتب أو مهرجانات التراث والثقافة، هي الدافع للسفر، فهذا يتطلب منا وضع تعريف لمفهوم السياحة الثقافية، وهذا التعريف جاء على ألسنة عدد من المسؤولين والمختصين في مجالات الثقافة والسياحة، الذين شاركوا في ندوة «السياحة الثقافية.. مستجدات ورؤى» التي نظمتها إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، صباح أمس، واحتضنها قصر الثقافة، وحضرها عبد الله بن محمد العويس رئيس الدائرة، وعدد من المهتمين بالمجالين السياحي والثقافي.

تعريفات

ارتكزت الجلسة الأولى على محور «استراتيجيات النهوض بالسياحة الثقافية»، وتحدث فيها كل من محمد خميس بن حارب المهيري مدير عام المجلس الوطني للسياحة والآثار، والدكتور سعد البازعي عضو في مجلس الشورى السعودي، والدكتورة سعدى ماء العينين رئيسة مؤسسة نادي الإبداع والفكر بالمــــغرب، وقدموا تعريفات كافية وافية عن مفهـــوم السياحة الثقافية، إذ أشار البازعي إلى أن الثقافة في حضور السياحة تصبح متعة، وتفقد تجهمها وجمودها، لافتاً إلى ضرورة تعريف الطفل بالأماكن السياحية في بلده، مؤكداً أن السياحة ليست ترفاً، بل مكون من مكونات الهوية والثقافة والاقتصاد.

وسيلة إنمائية

وأكــد محـــمد خميس بن حارب، أن مصالح مشتـركة تجمع بين السياحة والثـــقافة، لافـــتاً إلى أن السياحة الثقافية وسيلة إنمائية مهمة للقطاع السياحي، ومبيناً أن دولة الإمارات استثمرت في الجانب الســياحي بمـــبالغ كبيرة جداً. كما لفت إلى أن المعالم والأماكن الثقافية في الدولة متميزة، وتعد وجهات جاذبة، مضيفاً أن السياحة الثـــقافية تمثل ما يفوق 10 % من عدد السياح في العالم. واقترح طرقاً تدعم مفهوم السياحة الثقافية كابتكار المناسبات والمهرجانات الثقافية، واستغلال جوانب ثقافية تحقق تنويعاً للمنتج السياحي.

كذلك ذكر أن الإمارات تعد من أهم المناطق السياحية في منطقة الشرق الأوسط، إذ نجحت بانفتاح أبنائها ووعيهم في استقطاب السياح وتقديم مفهوم متميز حول السياحة.

البيت والمدرسة

تحـــدثت الدكتورة سعــدى ماء العينين، عن دور المـــدرسة والبيت في تعزيز مفهوم السياحة الثقافية لدى الأبناء، مشيرة إلى ضرورة تنظيم زيارات دورية للمتاحف والمهرجانات والمعارض، بما يسهم في زيادة حب الاطلاع والاكتـشاف لدى الأطفال، وهذا يؤدي إلى تخريج سفراء يهتمون بالترويج لبلدانهم وإظهارها بأفضل صورة، وذكرت أن الإمارات تحتضن ثقافات متعددة، ونجحت من خلال ذلك في نشر ثقافة السلام، ما ساهم في إثراء جوانبها السياحية.

السياحة الداخلية

أما الجلسة الثانية، فناقشت محفزات السياحة الداخلية، وتحدث فيها كل من خالد المدفع مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة، وعبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتورة إيناس حسني مديرة مركز الجزيرة للفنون بمصر.

وذكر خالد المدفع، أن آخر المستجدات على صعيد التدفقات السياحية للدولة تستهدف استقطاب 10 ملايين سائح بحلول عام 2021، لافتاً إلى أهمية السياحة الداخلية، ومشدداً على أن الإمارات تمتاز بتنوع سياحي يجعلها الوجهة الأولى للكثيرين، وأنه لا بد من تكثيف الجهود للترويج للسياحة فيها، من خلال التعاون مع القطاع الخاص، وتقديم عروض محفزة تسهم في تحقيق هذا الغرض، واستعان بعدة فعاليات، تؤكد على أن الإمارات وجهة ثقافية سياحية، مثل: معرض الشارقة الدولي للكتاب، أيام الشارقة التراثية، أيام الشارقة المسرحية.

عنصران وقيمة

وبين عبد العزيز المسلم في حديثه بالندوة، أن التراث باب للسياحة الثقافية لا يجب إغفاله، ذلك بعنصريه المادي وغير المادي، لافتاً إلى أن العادات والتقاليد والفنون الأدائية وغيرها من ملامح الثـــقافة، هي أول مــا يجــذب نظر السائح، ومؤكداً أن الشارقة تقدم التراث، كما هو على حقيقته وبكافة تفاصيله، ما جعلها من أكثر المدن جذباً للسياح في مجال الثقافة والفعاليات التراثية.

خصوصية

تطرق أحمد بورحيمة إلى الخصوصية والتميز اللذين يسمان طبيعة دور وإسهام المهرجانات المسرحية في تعزيز السياحة الثقافية، موضحاً في السياق، أن (أيام الشارقة المسرحية) علامة فارقة في الحركة المسرحية والسياحية الثقافية. ولفت إلى أن العديد من الزوار يزورون «الأيام» على نفقتهم الخاصة، ما يؤكد على أن الثقافة نجحت في الجذب السياحي. كما استعرضت الدكتورة إيناس حسني عدداً من المواقع الأثرية في مصر.

Email