اختيار لون من الخيوط لكل حرف من اللغة الإغريقية

ترجمة الإلياذة بأبجدية التطريز والألوان

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انفتحت الفنون البصرية المعاصرة على الأدب، أسوة بالفنون التقليدية التي كان الفنانون يستلهمون مواضيع لوحاتهم من إبداعات الأدب وبالعكس. وأحدث مثال على هذا الانفتاح في الفن المفاهيمي المعاصر، ترجمة ملحمة الإلياذة بالتطريز لتستبدل الأحرف بالألوان. وصاحبة هذا المشروع هي سيلفي كيلغالون التي تعد لأطروحة الدكتوراه في جامعة بريستول ببريطانيا، التي بدأت بتنفيذ مشروعها الفني بتطريز الإلياذة قبل 78 يوماً مع توثيق انجازها اليومي بالصورة، في مدونتها التي تحمل عنوان «قطب الإلياذة».

احرف

أما بشأن ترجمتها، فاعتمدت على استبدال أحرف الأبجدية بالألوان وتدرجاتها، آخذين في الاعتبار أن ملحمة الإلياذة التي كتبها الإغريقي الكفيف هوميروس في 24 مجلداً، والتي تدور أحداثها حول حصار مدينة طروادة لمدة عشر سنوات وأسابيع المعارك خلال الخلاف بين الملك أغاميمون والمحارب أخيل.

اعتمدت سيلفي في أبجدية مجلدها الأول، اللون الأحمر وتدرجاته، لتغير لون أحرفها في كل كتاب، ليكون الأزرق لون الكتاب الأخير. وقالت عن فكرة مشروعها في لقاء مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، «استلهمت فكرة المشروع، بعد تلبيتي لدعوة قّيم فني لغاليري بني حديثاً، وسؤاله لي كيف يملأ فراغ المساحة فيها، وما يمكن وضعه. ونظراً لكوني من محبي الكلاسيك ذهبت بتفكيري نحو شيء ملحمي».

فكرة

وأضافت بحماس، «وفي تلك اللحظة انبثقت في ذهني فكرة الإلياذة التي كنت أجري بحثاً عن إشكاليات ترجمة ونقل واستقبال نصها. وعليه كان سؤالي الفوري لنفسي، «هل يمكنني تقديم ترجمة للنص تتيح للجمهور من الشباب والبعيدين عن الأدب الكلاسيكي، تقدير وفهم نص وجماليات هذه الملحمة؟ وكان الحل في الترجمة بالألوان».

وتحكي عن التفاصيل قائلة،«اعتمدت في ترجمتي على اختيار ألوان خيوط التطريز لكل حرف من أبجدية الإغريق لتعادل كل قطبة حرفاً في نص الإلياذة. وأتمنى حينما أنتهي من مشروعي أن يكون تحفة فنية في روعة جمال الإلياذة وقيمتها الفنية والتاريخية كملحمة».

تقول سيلفي إن اختيار اللون الأحمر من وحي الحرب والغضب وسفك الدماء الوارد في الإلياذة التي يعتقد أنها كتبت خلال الفترة ما بين 750 و650 قبل الميلاد، وبأنه لم يكن للألوان على زمن هوميس أسماء عديدة، حيث تستشهد بوصفه الشهير «بحر داكن كالنبيذ» الذي تكرر عدة مرات في كتابته.

وأظهرت الأبحاث أن الثقافات بصورة عامة تتبع نهجاً معينا في تطور الأسماء والألوان، حيث ظهر أولاً اللون الأسود والأبيض والأحمر، بينما كان الأزرق آخر الألوان التي سُميت. ويتجلى اعتماد سيلفي في تغير الألوان خلال ترجمتها على تدرج الزمن من عهد هومر إلى زمن قرائه الحديث.

الفن المعاصر والتطريز

انتقل فن التطريز إلى اللوحة التشكيلية في أوائل عام 1990، مع لوحات الحرير المطرزة القادمة من فيتنام. وكانت البداية مع تأسيس شركة «إكس كيو» التي ضمت الزوجين فو فان كوان وهوانغ لي كسوان، وهما اللذان أسسا لنهج فني جديد في محاولة لتجاوز أزمة كساد فن التطريز اليدوي في مدينتهما هيو المشهورة بفن التطريز.

Email